إلى خالد أديب

 10/11/1939

رفيقي الأمين خالد،
قبل يوم المحاضرة بنحو يومين كانت الحالة هنا حالة حرب، فإن جماعة «الجامعة اللبنانية» وجميع المتلبننين قاموا بمحاولات ووضعوا كل مجهودهم للحؤول دون تنفيذ المحاضرة. ولقد ظهر في محاولاتهم الرعب. فإنهم فقدوا اتزانهم وصاروا يخبطون على غير هدى.
ولجأوا إلى التهديد، الذي كاد يكون له تأثير في إضعاف بعض العناصر، ولكن هدوئي وعدم اكترائي لهذه «الصبينة» التي ذكرتني بتهديدات «الكتائب اللبنانية» في أول مارس/ آذار 1938، هدما كل البناء الصاخب الذي أشادوه.
وكان آخر شيء لجأوا إليه إرسال كتاب رسمي من «الجامعة اللبنانية» إلى الجمعية السورية اللبنانية تحذرها فيه عاقبة التدخل في السياسة وما قد يسببه إعطاء قاعة المحاضرات لمحاضرة الزعيم. فجاء هذا الكتاب البعيد عن الذوق والذي هو في غير محله مشجعاً للعزائم ومثيراً الحمية في النفوس.
وفي مساء الجمعة الماضي، موعد المحاضرة، سكن الضجيج كما سحر ساحر وخفتت الأصوات. واحتشد جمع المقبلين على المحاضرة يسودهم الهدوء. واستغرقت المحاضرة نحو ساعتين. وولدت جواً من الثقة كبيراً.
كتبت إليك منذ أيام في مسائل بصورة رسمية. وأزيد اليوم أنه يجب الاهتمام بمسألة تذاكر السفر وإمكان تمديد مدتها بسبب الحرب أو المرض أو غير ذلك.
متى ورد العدد 36 من سورية الجديدة فأرسله في الحال، لأنّ العدد الذي وردني بالطيارة كان مغلوطاً إذ هو العدد 34 بدلاً من 36.
ماذا جرى بمثل وصفي ورفقائه. أخبرني سريعاً إذا كان يجب حضوري إلى بوينُس آيرس في الحال.
الحركة هنا تسير سيراً حسناً ومعدل الانضمام حسن وستكون لنا نتيجة ثابتة هنا. ويمكنك أن تذكر هذه النتيجة للجنة ومنفذية السيدات، وقد يحسن الآن عدم إخبار اللجنة شيئاً عن النتيجة هنا، خصوصاً لوجود شكوك حول بعض أفرادها.
الكتاب الذي وردني مؤخراً من البرازيل يفيد أن عم الرفيق بندقي في حمص أرسل كتاباً ملغزاً يقول فيه إن العائلة في بيروت ودمشق «أكثر أفرادها في السجن»!
والظاهر أن البرقية التي وردت منذ أيام عن اعتقال «الزعماء السوريين القوميين» أو رجال الحركة القومية تعني الحزب لا غيره خصوصاً وأن الأخبار الواردة تفيد أن جميع «الوطنيين» المعروفين غلطاً في الخارج «بنسيونالست» قد قدّموا طاعتهم وخضوعهم «للديموقراطية».
إن فكري منشغل بهذه المسألة لأن ظروفي تقيدني.
عسى أن يكون العمل عندك أحسن، ولتحيى سورية.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.