حبيبتي

 

أخيراً اليوم تسلمت كتابك الأخير محوَّلاً اليّ من توكومان وهو مؤرخ في 18 مايو الجاري. والظاهر انه تأخر، لأنه لا يوجد قطار يصعد السبت من رتيرو الى توكومان على خط "سنترال ارخنتينو". ولو لم أتسلم الكتاب اليوم لكنت أبرقت الى بوانس ايرس استخبر عنك.
كتابك طمأنني وسأتابع مساق أعمالي كما هو موضوع. ولكن شوقي اليك يزيد مع الوقت ولو لم أكن وعدت مجير سنتياغو والرفيق جبران مسوح بالذهاب الى حمامات ريواندو لكنت قررت السفر الى كردبة غداً صباحاً اختصاراً للوقت.
فيما يختص بالعمل أقول الآن، بعد التفكير فيما جرى في توكومان، ان النفسية القومية قد ارتفعت في تلك المدينة ارتفاعاً محسوساً متأتياً عن زيارتي. واعتقد ان تغييراً محسوساً سيطرأ على نفسية قوميي سنتياغو أيضاً.
يبقى أمر كردبة. واني أعتقد اننا سنتقدم هناك. وفي نيتي ان لا أطيل الاقامة فيها. ولكن قد اضطر للبقاء نحو اسبوع. وتكون عودتي الى بوانس ايرس متوقعة بين 2 و3 يونيو المقبل.
حالما وصلت الى هذه المدينة كتبت اليك وأعطيتك عنواني في كردبة. واني أكرره هنا ليصير ارسال البريد اليه منذ وصول كتابي هذا اليك وهو:

A.Saadeh
C/O Abdon Sahade
Corrientes, 244
Cordoba
ان سفرتي قد طالت أكثر مما انتظرت. ولكن حبنا أقوى من الأيام.
سرّني اهتمامك باستشارة الطبيب وأتمنى ان تكون صحتك جيدة.
سلامي لأهل البيت. ماري والكسندرا وجنة التي جاءت لَبَنده لقضاء فرصة قصيرة وابوت يسلمن عليك كثيراً. وقد صرفت نحو ساعة مع جنة في حديث اعتقد انه افادها.
أقبلك يا حبيبتي وانتظر لقاءَك

في 23 مايو 1941

بعد: وصل غلاف فيه كتابان ووصل عدد الجريدة الاسبانية.
أيضاً: كلفي ديانا ان تسأل توفيق أبي نادر لماذا لم ينجز طبع الدستور ويرسل النسخ المطلوبة الى توكومان فقد كنت بانتظارها. واذا كان قد انجز الطبع فليرسل خمس نسخ الى جبران مسوح توكومان وخمساً اخرى الى السيد نسيم خزامة سنتياغو وخمساً أخرى اليّ على عنوان عبود سعادة كردبة. أو فلترسل هذه النسخ ديانا وليوضع الباقي عندها في البيت.


كردبة في 28 مايو 1941

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي حبيبتي »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.