حبيبتي

أمس وضعت كتاباً لجورج ذكرت فيه اني لم أتسلم جواباً منك على كتابي الاول اليك. وأعتقد ان كتابي هذا اليك يصل مع كتابي الى جورج في وقت واحد.

كنت بدأت أشعر بشيء من القلق لتأخر جوابك. ولكن منذ نحو نصف ساعة وأنا على الترويقة وصل ساع من محل الرفيق جبران يحمل الي رسالتك التي فرحت كثيراً بوصولها. قرأت كتابك أولاً ثم الكتب المرسلة معه فباشرت الكتابة اليك في الحال.
سرتني الأخبار عن صفية وتقدمها وما يحصل لها من العناية. أما أمر الضعف الوقتي في عينها اليسرى فكنت قد خمنت كما قال الطبيب وأظن الخلل الطفيف يصطلح من تلقاء النمو الطبيعي واكتساب القوة والنشاط العامين.
أرجو ان لا يكون للصدمة التي تلقيتها تأثير سيء على صحتك والراحة واجبة لك مهما يكن من أمر شعورك بالصحة والنشاط.
مسألة فقد خمسين فاس فيها نظر. فأنا أذكر اني عزمت على أخذ هذا المبلغ من الدرج. والذي رسخ في ذهني هو اني أخرجت المبلغ. ولكن عندما فتحت محفظتي ثانية لم أجد ورقة الخمسين فاس فاعتقدت اني لم أخرج الورقة المالية. النتيجة ان هذا المبلغ قد فقد إما من جيبي وإما من الدرج والحالة واحدة وسنرى الأسماء التي رجعت يجب حذفها ويحذف ايضاً اسم Ahmed Hassan من فرقمينه.
صحتي جيدة والعمل كان كثيراً وصعباً مع ضيق الدائرة، لأن النفوس ضعيفة في قسم كان يظن فيه حسن الاستعداد. ولكن يظهر ان المادية متمكنة في هذا القسم وقد زادها الاهمال رسوخاً. فأنا أقوم الآن بتصفية عامة فسيقل عدد الأعضاء الاسمّيين ولكن الباقين سيكونون أقوياء في روحيتهم وأحراراً من التردد والتشويش.
كنت عزمت على الانتقال الى الحمامات المعدنية في أواخر الأسبوع الماضي ولكن وجدت الحالة تستدعي بقائي هنا واهتمامي، لأن بعض ضعاف النفوس أخذوا يحاولون التهرب من مسؤولياتهم بالسعي لإقناع أصدقائهم بصواب عملهم وبأن الأغلاط هي من المرجع الأعلى لا منهم. وقط أوقفت سير هذا الدسائس. ويرجح ان انتقل الى الحمامات غداً او بعد غد ومن هناك أزور سنتياغو زيارة قصيرة في يوم واحد أعود في ختامه الى الحمامات فيكون ذلك تمهيداً للزيارة الأخيرة التي أقوم بها قبيل رجوعي الى بوانس ايرس الذي قدرت انه يكون يوم الأربعاء في أول يوليو القادم، الا اذا حدث تطور يوجب التأجيل أسبوعاً آخر ولا أرجح ذلك.
كتبت مقالاً وكتب الرفيق جبران مقالاً وجعلت الاثنين في غلاف وكلفت الرفيق جبران ان يوجه معهما كتاباً الى الرفيق جواد نادر ويكون العنوان على الغلاف باسمه لأنه هو سيتولى تصحيح المسودات. وقد كتبت الى جورج انه يمكن تكليف الرفيق حنا موسى ايصال الكتاب الى الرفيق جواد اذا كان هذا لا يأتي الى المحل بنفسه ليتفقد الرسائل.
اليوم سأكتب الاستعراض السياسي وأرسله.
سلامي للماما وديانا وجورج وقبلات كثيرة لك ولصفية واسلما.
في 23 يونيو 1942

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي حبيبتي »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.