اريد أن ابحث معك وجورج مسألة دفاتر المحل. ان تسجيل العقد التجاري في دائرة السجل التجاري وادخال اسم الشركة في هذا النظام سيعرّض المحل لتدخّل الموّضين في أرباح المحل والضرائب على هذه الأرباح. وهذا يقتضي ان تكون دفاتر المحل مضبوطة ولست ادري اذا كان المفوَّضين يقبلون اعتبار دفاتر غير مختومة فأحب ان أعرف هل من الضروري ان يكون عندي دفاتر مختومة أم ليس من الضروري وهل عدم وجود دفاتر مختومة يقتضي تدخل خبراء لفحص اعمال المحل وموجوداته؟ ما رأي جورج ونتيجة اختباراته في هذا الصدد؟

قد طال غيابك، ياحبيبتي، واني ارتقب دائماً اخبارك لأسد بعض الفراغ الكبير الذي يحدثه بعدك.

هذه هي كلماتي هذا الصباح قبل ذهابي الى المحل. وأمس مساءً كنت اقطع الكتابة لاتصورك، لحظة، قربي.
بمناسبة ذكر الكتابة أحب ان تسألي تلفونياً السيد كميل شمعون كم نسخة كان الرفيق افيوني يطبع من الاعداد الأخيرة؟ فلست أدري لماذا لم ترد رزمة باسمي أو باسم جبران من العدد الماضي والذي قبله. وقد سألت افيوني ارسال عشر نسخ من كل واحد من العددين الاخيرين لمجموعتي ولم أحصّل جواباً على هذه المسألة. واني اقدر ان مصاب الرفيق المذكور بفقد الجنين حين الولادة وما حصل لامرأته يمنعانه من الاهتمام بأمور الجريدة في هذا الوقت فاتمنى ان تهتمي بنفسك لتحصيل النسخ المشار اليها، اذا كان باقياً منها شيء في المطبعة. عشر نسخ من العدد الأخير وعشر من الذي قبله.
سأكتب الى افيوني اليوم واعزيه وانشطهُ.
اخذنا فتاة ولكن يظهر انها من اللواتي تشغل افكارها مسائل واهتمامات خيالية أو عاطفية فاذا لم تشمّر عن ساعد العمل والنشاط سأقول لجبران ليخبرها انها لا تصلح للعمل عندنا، وعندي عنوانات فتيات كثيرات اتين يطلبن العمل. واذا اجتهدت نرى مبلغ ذلك.
أتمنى، يا حبيبتي، ان تكوني مطمئنة. اننا قد شغلنا فكرك كثيراً وحمّلناك اتعاباً شديدة في هضا الوقت، في مسائل المحل التجارية.
ان الاعمال لا تنتهي والحياة ليست طويلة فلا تجعلي مساعيك التجارية مسيطرة على فكرك وشعورك.
ان اشواقي تغمرك وقبلاتي تهفو اليك.

في 2 سبتمبر 1944