المجلة،
بيروت،
المجلد 8،
العدد 2،
1/4/1933
جرت في أواسط الشهر المنصرم الحفلة الموسيقية الأخيرة من برنامج المعهد الموسيقي في الجامعة الأميركية. وكان أهم ظاهرة فيها قطعة موسيقية جديدة بالعنوان الذي فوق هذا الكلام، تأليف الرئيس الموسيقي في الجيش الفرنسي الملازم جان فيلول. وقد قام المؤلف بإدارة الجوقة وأحسن.
تحتوي هذه القطعة على ألحان أهم الأناشيد السورية وأكثرها شيوعاً، ولكن المؤلف أحسن تنسيقها وترتيب اصطحابها وقدَّمها بتمهيد جميل، وأكسب الأناشيد صفة موسيقية فنية أالت عنها رنة الابتذال وكستها رونقاً وحياة جديدين.
ليست هذه القطعة الموسيقية من طبقة ممتازة في الفن ولكنها قريبة من الروح البادية في أناشيدها وفيها شيء من إحساساتنا الرقيقة. ونرى أنّ المؤلف قد استعرض بعض المحركات الشعرية الأدبية التي تفتح أمامه طريقاً جديدة إلى معانٍ موسيقية جديدة، ولكنه لم يتبع إشارات هذه المحركات إلى حدٍّ بعيد، بل اكتفى بملاءمة الأناشيد وترتيب روحياتها مع تحسين نسقها ووضع التمهيد لها الذي جاء في محله.
نقدم إلى الملازم جان فيلول تهانئنا القلبية لنجاحه في التعبير عن بعض العواطف السورية الصحيحة في هذه القطعة الصغيرة التي هي شيء جديد جميل ينبهنا إلى مقدار ما في حياتنا الشعبية من الثورة الموسيقية المحتاجة إلى فنيين يتمكنون من استخراجها من مدافنها.