الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 10، 15/12/1940
إنّ المقالات الافتتاحية التي تنشرها «الزوبعة» في نقد شعر القروي قد أحدثت ضجة في أكثر الأوساط. ولكن بعض الذين يحبون الشفقة والرحمة يريدون أن يكونوا شبه وسطاء في الأمر فهم كأنهم يقولون: كفاه. أي أن نكتفي بما نشرناه إلى الآن.
والذي نقوله في هذه القضية إنّ القروي هو الذي جنى على نفسه. فالذي يعرف أنه بسين لماذا يرمي نفسه بين مخالب أسد؟ أي إنّ القروي هو الذي بادأ القوميين بالعداوة. وهو الذي قال عن زعيمهم أشياء هو يعرف أنها غير صحيحة.
القروي هو واحد من الذين لم يستطيعوا أن يعملوا شيئاً حقيقياً أمام البلاد، فاكتفوا بأن يخربوا مساعي العاملين. ثم قاموا يسمون هذا التخريب «عملاً» يستحقون عليه المجد والشهرة، ثم الخلود.
هذه الطبقة من «قواد الفكر» هم أكبر مصائب البلاد على الإطلاق، لأن غايتهم ليست مصلحة، البلاد، بل هم يحاولون المحافظة على مجد أنفسهم. هم يريدون أن يقولوا عن تفكيرهم إنه صحيح مهما قامت الأدلة على فساده. هم لا يرضون أن تظهر نظرياتهم كسيحة مفلوجة أمام النظريات القومية الجديدة.
هم يريدون أن تبقى عقليتهم القديمة خالدة، ولو بقيت الأمة خالدة بشقائها وفقرها وتعاستها وبؤسها.
فهؤلاء الوسطاء يستعملون رحمتهم في غير موضعها، لأن في الوسط مصلحة أمة. وكل شفقة تكون ضد مصلحة الشعب هي جريمة.
ليتركوا هذا البسين بين يدي الأسد ويتفرجوا من بعيد. إنّ «الزوبعة» تجعل من رشيد الخوري أمثولة لكل «قواد الفكر» الذين من طبقته. وكل ما على هؤلاء أن لا يستعجلوا فكل واحد سيأتي دوره.
إنّ القوميين لا يعتدون على أحد. ولكنهم يطلبون من أنصار الرجعة أن لا يقفوا في طريقهم. هم يريدون بقاء كل شيء على حاله ويقاومون كل فكرة جديدة. ونحن نتركهم في جمودهم ليموتوا موتاً طبيعياً.
ولكن الذي يطرح نفسه بين أنياب الأسد ليموت قبل أجله، يجب أن لا يلوم غير نفسه.