الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 31، 1/11/1941
قد ثبت عند الراسخين في الإنشاء والنظم، وعند محبي الظهور والراغبين في السلطان والحكم، وعند جميع مستغلي بساطة عامة شعبنا القليلة الثقافة، أنّ عيب الحزب السوري القومي الأكبر هو في اسم أنطون سعاده أو في شخصه، أو بالأحرى في لهج الكتّاب القوميين العاملين باسمه الذي يكثرون من ذكره.
نترك العيب الآخر الذي اكتشفه المتهوسون بالدين والعنعنات الدينية الذين يقولون إنّ عيب الحزب السوري القومي الوحيد هو في أنه ليس حزباً إسلامياً «عروبياً»، أو في أنه ليس حزباً مسيحياً «لبنانياً»، لنهتمّ بالعيب الذي خصصنا هذا المقال لدرسه.
بناءً على ما تقدم لا يكون للحزب السوري القومي، عدا عن عيب تجرّده من العصبيات الدينية التي أهلكت الشعب، سوى عيب واحد آخر هو وجود اسم «أنطون سعاده». فهذا الاسم لا يفتأ الكتّاب القوميون يذكرونه مشيدين به، حاثين الناس على الالتفاف حوله والعودة إلى رأيه، حتى أزعجوا جميع أهل الطبقة المذكورة آنفاً وكادوا يحرمونهم النوم. ولا يبعد أن يكون تحوّل اسم أنطون سعاده إلى كابوس هائل يكاد يسلبهم أنفاسهم، وكم كان الحزب السوري القومي يكون أفضل بدون هذا الإسم.
وقد كثر ويكثر لغط أهل الطبقة العظيمة المشار إليها حتى رأينا أن نفرد لهذا الموضوع مقالاً خاصاً. فتساءلنا لماذا يكره هؤلاء العظماء اسم أنطون سعاده؟
إنّ هذا الاسم في ذاته والحروف المؤلف منها ليس أجمل الأسماء، ولا نظن أنّ القوميين يلهجون به لجمال وزنه وتناسق حروفه. ومع ذلك فهو، في تركيبه، ليس من الأسماء الثقيلة ولا القبيحة فليس فيه ما يوقر الآذان. فالمسألة إذا ليست في الاسم نفسه، بل في الشخص الذي يحمل الإسم.
من هو أنطون سعاده، وما هو شخصه؟
هو الآن رجل في السابعة والثلاثين من عمره، والناس الذين عاشروه يقولون إنه لطيف متواضع لا يحيط نفسه بشيء من المظاهر الاصطناعية، يحترم كل إنسان، ويقول ما يعتقد أنه الحق بكل صراحة وبدون تردد أو مواربة. وقد بلغنا أنّ أحد أفراد جالية بوينس آيرس شاء مرة أن يتعرف بالزعيم فأخذه إليه أحد معارف الزعيم فدخل عليه فاستقبله الزعيم بمظهر عادي وغير محاط بحرس ومجلس فخم، كما كان يتصور الزائر، وأجلسه قريباً منه. فلما خرج الرجل من حضرته قال لصديقه «ما كنت أتوقع أن يكون هكذا الزعيم. فهو نحيف الجسم وليس كبير القامة وليس له المظهر الذي كنت أتوقعه»! والظاهر أنّ هذا الرجل كان يتوقع أن يرى الزعيم في مجلس العمد، أو في استعراض عام للجيوش، أو في دائرة أعماله في مركز الحركة. والمرجّح أنه كان يتوقع أيضاً أن يرى وجه سعاده كوجه المير بشير الشهابي بأنفه المعقوف وشاربيه الكبيرين ونظراته التي رويت عنها روايات كثيرة، أو أنه كان ينتظر أن يستقبله الزعيم بنظرة القائد إلى الجنود قبل المعركة.
لم نسمع واحداً من الذين اتصلوا بسعاده يحدّث عنه إلا سمعناه يقول إنه قريب للقلوب كبير النفس كريم الأخلاق. أما صورته فيمكننا أن نقول إنها مستحبة إذا لم تكن جذابة. وفي كل حال فليس فيها ما يمجه الذوق.
أما شخصية أنطون سعاده فيحتاج درسها إلى مجلدات، لأنها شخصية مركبة، غنية غنى كبيراً بالعوامل النفسية. ولعل أحسن وصف لهذه الشخصية التاريخية هو وصف أنطون سعاده في شعر منثور كتبه وهو في سجنه للمرة الثانية، وأجاب به على سؤال وجّهته مجلة «الجمهور» البيروتية إلى المفكرين والأدباء، وهو هذا السؤال: «لو لم تكن أنت نفسك فمن تحب أن تكون؟» (انظر ج 2 ص 52) وقد ننشر في عدد قادم جواب سعاده الذي ليس مجرّد تخيلات، بل شعر يعبّر عن نفس واسعة، عميقة، عالية. ونكتفي هنا بنقل هذا المقطع من ختام هذه القصيدة المنثورة:
»لو لم أكن أنا نفسي، لأحببت أن أكون هذا المركّب النفسي، المعقّد، المكوّن من ألف ألف عامل من عوامل الحياة الإنسانية وانفعالاتها!
»لو لم أكن أنا نفسي، لأحببت أن أكون هذا اللغز النفسي، الغريب بمتناقضاته، العجيب بمتلائماته، الرهيب بأسرار قوّته، الباهر ببساطته ــــ هذا اللغز المتحجّب في داخلي بحُجُب الخفاء حتى ينجلي عن شعب مؤلف من ملايين الأنفس الحية، يخطو إلى الأمام خطوت الفلاح، عن أمة تعود إلى الحياة وتثب إلى المجد!
»لو لم أكن أنا نفسي لأردت أن أكون أنا نفسي!».
كل ذي فهم متأمل في هذا الكلام يجد أنّ صاحبه لم يتصور نفسه بعين الخيال، باحثاً عن مظاهر تعظيمها، بل تصورها في حقائقها التي شعر ويشعر بها والتي منها انبثقت الحركة السورية القومية والنهضة السورية القومية ــــ هذه النهضة المحيية التي لم ترَ لها سورية مثيلاً.
لم يقل أنطون سعاده في مقطع من مقاطع هذه الشعر المنثور لو لم أكن أنا نفسي لوددت أن أكون آمراً مطاعاً وقائداً أو حاكماً عظيماً، بل قال: «لوددت أن أكون جندياً دعاه الواجب القومي».
الحق يقال إنّ المقطع الذي نقلناه إلى هذه العجالة قد جمع أروع وصف ذاتي قرأناه لفنان أو حكيم أو حامل رسالة. في هذا المقطع يرى كل محب للحقيقة ما هي شخصية زعيم الحركة السورية القومية التي كلما اقترب منها القوميون زاد حبهم لها وتعلقهم بها.
من هذه الشخصية العجيبة الغريبة انبثقت الحركة السورية القومية ليس لتكون عاصفة من عواصف الكره والطغيان، بل لتكون حركة تأسيسية تعميرية، تنظيمية ذات عقيدة، أوجدها سيد الدعوة، وأغراض أخيرة واضحة وفلسفة كلية في الاجتماع والسياسة والحقوق والمناقب.
هذه هي شخصية زعيم الحزب السوري القومي كما رسمها هو نفسه وكما نراها في أعظم حركة اجتماعية ــــ سياسية ظهرت في هذا القرن، نعني الحركة السورية القومية.
فماذا ترى في هذه الشخصية مما يدعو إلى الاشمئزاز أو الكراهية أو عدم الاستحسان؟
هنالك شيء واحد يكفي للذهاب بكل هذه الشخصية هو: أنّ هذه الشخصية هي شخصية حقيقية، أصلية متميزة لا يمكن تقليدها أو الخلط بينها وبين غيرها ولا يمكن استبدال غيرها بها.
وما دام القوميون يزيدون محبة لهذه الشخصية وتأييداً لها واستناداً إليها واتّباعاً لها، وما دامت هذه الشخصية تُذكر في كل مكان وتجري الدعوة للالتفاف حولها، فعلوّها يجعل الأشخاص المولعين بالصيت والكبر والجاه تجاه حاجز بينهم وبين مراميهم لا يمكنهم القفز فوقه. ومن أهم هذه المرامي، أو أهمها على الإطلاق، أن لا يقال إنّ هنالك شخصية عليا فوق شخصياتهم. وهذه خيبة لا يريدون أن يقنعوا بها.
يقول هؤلاء الدهاقنة ويذيعون في مجتمعاتهم إنّ الكتّاب القوميين يهتمون بشخصية الزعيم أكثر مما يهتمون بالقضية القومية.
ما أعظم هذه الدبلوماسية! ماذا يقصدون بالزعيم والقضية؟ وما هو الفارق بين الزعيم والقضية؟ وماذا يفهم هؤلاء الأراخنة وعظماء الظهور من القضية والزعيم؟
أليس بسعاده وُجدت القضية؟
هل كان قبل سعاده قضية قومية؟
ماذا كان قبل سعاده؟ وطنية، استقلال، وحدة عربية، وحدة سورية، أمة لبنانية، أمة شرقية، أمة لبنانية سورية عربية شرقية، أمة إسلامية أمة مسيحية، استقلال وحماية، انتداب ومعاهدة، انفصال واتصال، المؤتمر العربي، المؤتمر السوري الفلسطيني، الوطن القديم والوطن الجديد، الخ، الخ.
كان أيضاً: «مصيبتنا من الدين، لازم تزول الاختلافات الدينية، يجب أن نستند على دولة قوية تساعدنا، الاستقلال درجة درجة. الاستقلال يؤخذ ولا يعطى، الخ».
كان أيضاً: كلام وتبجّحٌ. يقف واحد من محبي الظهور وبُعد الصيت في حفلة فيلقي خطاباً يقول فيه إنّ الاتحاد ضروري وإنّه لا استقلال بلا اتّحاد، ويستفز «الحمية العربية» في الناس ويؤنبهم لكسلهم. ثم يذهب إلى بيته وينتظر أن تتحدّث الجرائد عن نبوغه وبُعد نظره شهراً على الأقل، هذا إذا لم يكن غنياً، أما إذا كان من الأغنياء فيجب أن يصبح اسمه موضوع أحاديث الصحف والاجتماعات وسمر الناس مدة سنة على الأقل، ويجب أن يلقّب بأبي الوطنية وزعيم الاستقلال. فلا يقبل أن يقال عن أي شخص آخر إلا أنه تابع له متعلم منه!
كان هنالك ما كان من جهالات ومنافسات واستفزازات. فكان الواحد يتكلم عن الوطنية ولا يعرف ما هي في معناها الصحيح، ولا ما هي في الشعور الحي، ولا ما هي في الأفعال. ويتكلم عن وجوب زوال الاختلافات الدينية ولا يعرف ما هو الدين وما هي الأديان، ولا منشأها وأسباب الاختلاف بينها، وكيفية إزالة هذه الأسباب. وينادي بالاستقلال ولا يعرف استقلال من يعني، ولا ما هي النتيجة الأخيرة التي يجب أن يوصل إليها الاستقلال. ويحرّض على «أخذ الاستقلال» ولا يفهم شيئاً من هذا التعبير.
أشياء كثيرة كانت قبل أنطون سعاده فهل كوّنت هذ الأشياء قضية في الشعب السوري؟ هل أوجدت عشرة أشخاص يعتقدون عقيدة واحدة، ويعملون بإيمان واحد، ويرمون إلى هدف واحد، ويثبتون على أمر واحد؟ هل أوجدت عقيدة جمعت مصالح الشعب السوري كله النفسية والمادية، فأخذ عدد الذين يعتنقونها يزيد يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة؟
كلا، وألف كلا. لا يوجد سياسي سوري واحد من العهد المبلبل لم يتقلب بين «الوحدة العربية» و«الوحدة السورية»، و«الأمة العربية» و«الأمة السورية» و«الأمة اللبنانية»، و«الأكثرية» و«الأقلية» و«الدستور» و«البرلمان» و«عدم البرلمان»، الخ، الخ.
ونفسية الشعب السوري الفاقد الزعامة الصحيحة كانت مضطرة للتقلب مع تقلب المتزعمين والمتشدقين على المنابر والمتبجحين على صفحات الجرائد. وهذا يعني أنه لم يكن للشعب السوري قضية واحدة ثابتة تعبّر عن مصالحه ومثله العليا على كرور السنين وتعاقب الحقب. فلم يمكن أن يحدث شيء بنائي، أو أن تنشأ سياسة سورية وإرادة سورية، حتى قام أنطون سعاده ووضع مبادئه التي صارت مبادىء الحزب السوري القومي، ودعا إليها وأخذ يعلّم الذين اتّبعوه نظرة جديدة إلى الحياة، وفلسفة كلية تشمل المناقب والأخلاق والاجتماع والاقتصاد والسياسة والحقوق والتشريع والفن والإدارة والتاريخ.
حينئذٍ، وحينئذٍ فقط صار لسورية قضية قومية ونهضة قومية وحركة قومية.
والآن نطلب من هؤلاء العظماء والدهاقنة أن يخبرونا كيف نفرّق بين أنطون سعاده والقضية السورية القومية، وكيف يمكن للقوميين أن يتناولوا القضية ويتحدثوا عنها من غير أن يذكروا الزعيم ويذكروه كثيراً؟
إنّ أنطون سعاده لم ينشىء حزباً سيآسية فقط ليتزعمه. إنّ أنطون سعاده أنشأ العقيدة القومية الصحيحة والقضية السورية القومية وأنشأ، فوق ذلك، مدرسة التفكير السوري القومي في الحياة والفن. ومن هذه الناحية لا يكون شأنه في التفكير القومي أقل من شأن أفلاطون للأفلاطونيين، وأرسطو للمشائين أو الأرسطوطاليين، وزينون للرواقيين أو الزينونيين. فكما أنّ أصحاب أفلاطون يرجعون إلى تعاليم أستاذهم وأقواله في شرح مذهبهم والكلام على غايتهم، كذلك يرجع أصحاب سعاده القوميون إلى تعاليمه وأقواله في شرح كل مسألة يتناولونها. وليس شيء أكثر بداهة من ذلك. كل مدرسة تحتاج إلى أستاذ ولا تقوم بدون أستاذ. والحزب السوري القومي هو أيضاً مدرسة فلسفية أستاذها سعاده. وهي، فوق ذلك، مدرسة جديدة وتلامذتها يحتاجون للرجوع إلى المعلم الذي وضع لهم القواعد ليستشيروه ويحتجوا بأقواله في كل مسألة من المسائل التي يعالجونها. فأي ضرور في ذلك؟ وما هي الفائدة من عدم ذكر سعاده في كتابات القوميين؟
الضرر هو أنه يوجد أشخاص يريدون أن يقتبسوا تفكيراً وأن يقولوا إنهم ابتكروه، وأن يقفوا على المنابر ويقولوا إنهم أوجدوا نهضة، وأن يدّعوا أنهم أصحاب الفكرة، وأنه يجب أن تتجه الأنظار إليهم، فما دام القوميون يقولون بالرجوع إلى سعاده ويعدّونه مؤسس نهضتهم وواضع قواعد تفكيرهم وسلوكهم الجديدين فيصعب جداً أن يقوم أولئك الأشخاص ويستولوا على الشأن.
أما الفائدة من عدم ذكر سعاده والرجوع إليه فهي فائدة تلاشي المدرسة الفكرية، وبالتالي ضياع القضية الصحيحة. فيصير كل متشدّق وكل دجال صاحب القضية، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، فإذا تبجّحٌ، وإذا منافسات، وإذا غايات هزيلة ومآرب حقيرة.
ولمّا كنا قد بلغنا إلى حقيقة هذا العيب في الحزب السوري القومي، فكيف يحلّ المشكل لإرضاء أصحاب هذا الانتقاد الاعتباطي؟
قد يبدو أنّ الحل الذي يرضيهم هو أن تكون هنالك «شخصية» غير شخصية سعاده. ولكن ما أبعد هذا الرأي عن الصواب، فلو كانت شخصية الزعامة تحت غير اسم سعاده لما انحل عشر معشار المشكل. إذ كل واحد يمنّي نفسه ولو بقسط من بطولة الوجاهة بالادعاء أنّ هذا الرأي هو له وتلك الفكرة هي من خواطر نبوغه الفذ وعبقريته الخارقة، وأنّ العمل بها يجب أن يكون أمراً مقدساً. فلا شيء يرضيهم جميعاً غير خراب الشخصية الممتازة وعدم قيام أية شخصية غيرها.
ولكن هنالك حلٌ آخر. فنحن نقترح على سعاده أن يقول في ختام كل نظرية من نظرياته إنه استقى ناحيتها الفلسفية من فلسفة إيليا أبي ماضي في الوطنية وتعدّد الأوطان، وناحيتها الحقوقية من مؤلفات إلياس فرحات في الحقوق والسياسة، وناحيتها الاقتصادية من مؤلفات رشيد الخوري في الأسس الاقتصادية لحياة الأمم، وناحيتها الاجتماعية من أبحاث عبد المسيح حداد في طبائع الاجتماع. هذا في المهجر. أما في الوطن فيحب أن يخترع علوماً على عدد أسماء الطامعين في المديح. ويجب أن يقول دائماً إنه يغترف من بحر كل منهم، وإنّ الفضل في المسألة الفلانية عائد إلى العبقري فلان، ووحيد عصره فلان، الخ. ومع ذلك فلا نكفل انتفاء المتذمرين.
الخلاصة إنّ الذين يريدون طمس اسم الزعيم يريدون تأسيس قضية اسمها التفكك، فليتبعهم من يرى التفكك أفضل قضية. أما القوميون فإذا كان معظمهم لا يعرف تماماً أهمية شخصية الزعيم في القضية القومية، فكثير منهم يشعرون بها ويعرفون أنّ منها استمدوا ويستمدون نور الهداية ولا يقبلون طمس هذا النور!
إنّ شخصية الزعيم هي عماد النهضة السورية القومية والسوريون القوميون، حين يلهجون باسم الزعيم، يعبّرون عن شعور نبيل لم يسبق له مثيل في عشرات الأجيال. إنه شعور أمة تعود إلى الحياة وتتبع هاديها. وكم كانت سورية مفتقرة إلى هذا الشعور العظيم! والآن وقد وجدناه وأصبح النور يوضع على المنارة ليضيء للأمة طريقها، أفيجب أن ننزله عن المنارة ونضعه تحت مكيال أو في بئر إكراماً لأشخاص يفضلون الحسد على المحبة ويكرهون شخصية الزعيم لا لسبب غير نعرة المنافسة الشخصية؟!
بعض هؤلاء الناس يُظهرون غيرة على القضية في غير محلها، فيقولون ليحدّثنا القوميون عن القضية فذلك يفيدنا أكثر من ذكر الزعيم!
لهؤلاء نقول: إنّ السوريين القوميين لم يتجندوا ليكونوا خدماً خصوصيين لكم فيبحثوا عمّا يسلّيكم ويفيدكم ويعجبكم، بل ليكونوا خداماً للقضية وأعظم خدمة للقضية هي في الالتفاف حول القائد الأعلى وإظهار كم يفيد هذا الالتفاف لبلوغ الغاية القومية، وكم يغني عن شروح كان يمكن التعويض عنها في هذه الظروف بالاتجاه نحو العمل المنظم ومشاطرة المجهود بدلاً من الاتجاه نحو كثرة الكلام!