الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 44، 15/5/1942
في أخبار الوطن الأخيرة الواردة بطريق نيويورك أنّ الجنرال الفرنسي المتطوع في الجبهة التي تدعى الديموقراطية وصاحب استقلال الشام ولبنان قام بزيارات للمناطق اللبنانية ليتجسّس ميول الشعب وكيف يمكن أخذه وزار، في جملة المناطق، منطقة الشوف فجرى له استقبال من الإقطاعيين المشهورين أمثال السيد مجيد أرسلان (المير) والسيد حكمت جنبلاط (بك) ومن جميع النفعيين المتزلفين إلى المتسلط الأجنبي.
وتقول الأخبار المذكورة إنّ السيد مجيد أرسلان خطب(!!) «مبرهناً ومؤكداً تعلّق الدروز اللبنانيين بفرنسة، الخ». وأنّ المدعو شارل سعد، الذي تلقّبه الأخبار «بالمربي» لأنه ورث من أبيه ملكية وإدارة مدرسة «الكلية الوطنية» في الشويفات، خطب «مؤيداً ما أعلنه الجنرال كاترو في البقاع عن عزمه على تأليف حكومة فوق الأحزاب»، أي أنّ الخطيبين المُصْقَعَيْن قد خطبا ود المتسلط الأجنبي وتزلّفا إليه، الواحد مدعياً زوراً أنه يتكلم باسم «دروز لبنان» والآخر من عند نفسه غير مدّعٍ تمثيل شيء غير الخيانة التي صار ماهراً في ممارسة ضروبها.
يجب تذكير الناس بأن المدعو شارل سعد كن أول شخص صدر قرار من الزعيم بطرده من صفوف الحزب السوري القومي مع أخيه فكتور سعد وبطرس سماحة ومحام من بيت حبيش. وكانت التهمة التي وُجّهت إلى شارل سعد وأخيه هي «سوء الائتمان والتآمر على دستور الحزب وخدمة أغراض شخصية» وقد ثبتت عليهما التهمة في جلسة تاريخية وطردا على أثرها من الحزب مع شركائهما فسقطت منزلتهم في الأوساط القومية وغير القومية. والآن يثبت شارل سعد أمام الناس أنّ الحزب السوري القومي لا يحكم على أحد بالباطل. فإن الخطابة أمام الحاكم الأجنبي الذي يسحق إرادة الشعب بحزمته العسكرية عملٌ لا يأتيه من في قلبه ذرّة من الإباء القومي وشرف الأخلاق. إنّ عدد الذين يحسنون الخطابة من السوريين القوميين في الشوف ليس قليلاً ولكن ولا واحد منهم يقبل هذا الذل والعار حتى ولا لإنقاذ حياته من الموت شنقاً. إنّ هذه الموقف الذليلة هي للخائنين فقط!
طرد من الحزب السوري القومي، غير شارل سعد، عدد من الأشخاص. وجميعهم أقاموا مثل دليل شارل سعد على صحة طردهم وفساد مآربهم. ويوجد في بيونس آيرس، بين المطرودين، شاب عقوق أبى إلا أن يقيم الدليل تلو الدليل على فساد طويته فمالأ أمثاله من المنافقين ودخل مع الذين يستغلون النعرات الدينية وحاولوا إنشاء حي محمدي يشق الجالية السورية إلى شقين وأخذ مالاً أجنبياً بذل للدعاوة وهو، مع ذلك، يدّعي أنه «قومي» وأنّ الزعيم غلطان في أمر طرده.