الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 51، 1/9/1942
السياسة:
سورية ــــ لم يجرِ شيء هام في سورية غير ظواهر عدم الاستقرار السياسي وعدم رضى الشعب عن هذه الحالة الغريبة الغامضة. وقد أدرك الجميع أنّ جميع ما أذيع عن الاستقلال واحترام إرادة الشعب السوري إن هو إلا كلام لا طائل تحته.
المستقبل يبدو غامضاً من الوجهة الإنترناسيونية، خصوصاً بالنظر إلى وعود الحلفاء لليهود. ولكن الحركة السورية القومية تمتد في الشعب وتنظمه. ولم تتمكن الاضطهادات الجديدة من إيقاف نمو هذه الحركة العظيمة، ولذلك فالأمل بانتصار حقوق الأمة السورية قوي.
اجتماع موسكو ــــ حضر اجتماع موسكو الذي ورد ذكره في العدد الماضي رئيس وزارة بريطانية نفسه السيد ونستن تشرشل يصحبه ناموسه الخاص وطبيبه الخاص وبعض كبار العسكريين البريطانيين وبينهم القائد الشهير ويفل. ويقال إنّ الغرض من الاجتماع توحيد النظر في العمل الحربي المقبل وبعض الشؤون الأخرى.
الهند ــــ على الرغم من جميع الإذاعات المخبرة أنّ حركة العصيان المدني في الهند قد انتهت، تستمر هذه الحركة ويستمر إطلاق الرصاص في بعض المدن والقرى على المتظاهرين وحالة الهند لا تزال حرجة.
الصلح ــــ عادت إشاعات الصلح إلى الظهور. فقد وردت برقية لشركة «ترانس أوسيان» الألمانية عن لشبونا في 22 أغسطس/آب الماضي مؤداها أنّ عدداً من السياسيين البريطانيين اليساريين أذاع منشوراً يحتوي على الغايات الاشتراكية من الحرب والسلم. وإنّ الذين أمضوا المنشور 13 نائباً من العمال والكتلة العمالية المستقلة في مجلس النواب وغيرهم من الشخصيات الوجيهة. وفيه يطلبون عدة مطاليب أهمها: إنشاء بريطانية كبيرة إشتراكية تكون جزءاً من «الدول الاشتراكية المتحدة في أوروبا».
وفي 29 أغسطس/آب الماضي نشرت جريدة لا رصون في هذه المدينة برقية لــ«يونايتد برس» أنّ سفير الأرجنتين في إسبانية الدكتور إسكاوبار زار مؤخراً روما وحظي بمقابلة قداسة البابا. ويقال إنّ في جملة القضايا التي جرى الحديث فيها بين البابا والسفير الأرجنتيني قضية الصلح بين المتحاربين وإمكان عقد مؤتمر لهذه الغاية في عاصمة الأرجنتين.
الحرب:
في مصر ــــ لا تزال المناوشات في الجور والبر والبحر دائرة للاستفادة من جميع الإمكانيات والظروف للمعركة المقبلة في العلمين. ويؤخذ من مجمل الأخبار أنّ هذه المعركة صارت على الباب. والبرقيات الأخيرة تقول إنّ رومل قد تسلم إمدادات غير قليلة عبر المتوسط، على الرغم من جميع المحاولات في الجو والبحر لمنع وصول الجنود والذخائر. وجميع الدلائل تدل على أنّ المعركة قريبة جداً.
في روسية ــــ أحرز الألمان انتصارات جديدة في القبق [القوقاس] وفي منعطف الدون أمام ستالينغراد. ففي الجهة الأولى استولى الألمان، بعد معارك شديدة على بعض الممرات الهامّة في سلسلة الجبال وعلى بعض القمم العالية، ووصلت جنودهم إلى البحر الأسود وراء مضيق كرش، وعطفوا على شبه جزيرة تامان وقاربوا ميناء نوبور سيسك. وأصبحوا على كيلومترات قيلة من آبار نفط قرزني. وأما في الجبهة الثانية في اتجاه ستالينغراد فقد عبر الألمان الدون في أماكن جديدة وردّوا الروس إلى الوراء وشددوا الضغط على المدينة. والأخبار الأخيرة تقول إنّ الروس يبذلون كل ما في وسعهم ليدفعوا الخطر عن ستالينغراد. فقاموا بهجوم في جبهة رجاف أمام موسكو وأحرزوا بعض التقدم. ولكن الخبراء يشكّون في إمكان هذا الهجوم إحداث تغيير هام في الحالة الحربية. وأرسل الروس نجدات كبيرة إلى جبهة ستالينغراد، والحرب دائرة بشدة عند حصون المدينة الخارجية. وآخر ما ورد في هذا الصدد أنّ الروس تمكنوا من استرجاع بعض القرى إلى الشمال، وأنّ الألمان خرقوا الحصون الخارجية من الجنوب. وحالة المدينة حرجة جداً، خصوصاً إذا صحّ أنّ الألمان وصلوا إلى أتل (البلغا) في الشمال وقطعوا الخط الحديدي بين ستالينغراد وموسكو. ويرجّح سقوط المدينة الضروري لتأمين الانتصارات الألمانية في القبق [القوقاس]، فالقيادة الألمانية لا يمكنها الاستغناء في هذه المدينة الاستراتيجية.
في الهادىء ــــ قام اليابانيون بهجوم فجائي على المواقع التي احتلها الأميركان في جزائر سليمان، خصوصاً تولاجي. والظاهر أنهم عادوا خائبين ولم يتمكنوا من استرجاع المواقع التي صارت في حوزة القوات الأميركانية، على أنهم أنزلوا قوات في خليج ملني في غينية الجديدة والقتال سائر هناك بشدة.
وتقول الأخبار الأخيرة إنّ الصينيين استرجعوا بعض المدن الهامّة في منطقة كيان سي وفيها مطارات تجعل الممكن مهاجمة اليابان في الجو منها.