الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 52، 15/9/1942
نشرنا في العدد الماضي (ص 218 أعلاه) تعليقاً صغيراً على وجود نابغة الغناء الراقي السورية فدوى قربان بين ظهرانينا. وذكرنا شيئاً قليلاً عن الفخر الذي يناله شعبنا ببروز فنانة كبيرة مثلها يتجاوز صيتها والإعجاب بها حدود وطننا أو جماعة واحدة من الناس، ويبلغ إلى جميع الأمم الراقية التي ترجمت لها فدوى طائفة من أرقى الأدوار الغنائية والروائية بصوت ساحر مملوء شعوراً حياً وحرارة تحرك النفوس وترفعها إلى العلاء.
وقد انتقدنا البرودة التي يقابل بها مجموعنا في الأرجنتين الشؤون الثقافية الروحية، وهي برودة شائعة في جميع مجاميعنا عبر الحدود. وحبّذنا عمل «الجمعية السورية الثقافية» التي عرفت كيف تعزز الفن الحقيقي وشخصية فنّانتنا بزيارتها لها زيارة رسمية وتقرير استقبالها في حفلة شاي. وبكل سرور نعلن للسوريين النازلين في بيونس آيرس أنّ حفلة الاستقبال ستجري يوم السبت الواقع في 26 سبتمبر/أيلول الحاضر في قاعة خاصة في «كنفتيريا أميركا» في شارع سنتافه 2428. وبهذه المناسبة نذكّر جميع الغيورين من أبناء أمتنا أنّ هذا الاستقبال هو اجتماعي ثقافي فني لا دخل فيه للسياسة وللعنعنات السياسية. ففي هذا الاجتماع تتجه نفوسنا إلى الفن وترقية حياتنا الاجتماعية وإلى محبة التآخي القومي والوئام الاجتماعي. ولا ننسى أننا مجموع واحد مهما تعددت الأسماء والمذاهب بيننا.
وعلمنا أنّ فنّانتنا ستقدم كنسرت غنائي يخصص ريعه للمستشفى السوري اللبناني في هذه المدينة. وستكون الحفلة الغنائية يوم الثلاثاء الواقع في 29 سبتمبر/أيلول الحاضر. والمكان مسرح أتينايو الساعة 21 و30 وقد اطّلعنا على جدول الحفلة فإذا فيه قطع غنائية ممتازة منها «لرغتو» ــــ لويولدي [Vivaldi] » و«أداجيو ــــ لباخ» ونشيد الأجراس [Bell’s Song] من «لَكْمِه ــــ لدليب [Delibes] » و«العربة» لبيزاه [Bizet] و«النيل» للرو وغيرها لفتشيني [Viccini] وموندرت وشتروس [Strauss] والأبياف ووردي [Verdi] وبلين [Bellini] وغيرهم.
ولكي يعلم مجموعنا بعض التقدير الذي حازته فنّانتنا في العالم تقتطف بعض أقوال عظماء الأدب والفن عنها وأقوال بعض الصحف الهامّة وإليكه:
قال رابندرانات طاغور يصف صوت فدوى قربان:
»صوت إلهي ذو جمال نادر».
قال جبران خليل جبران في رسالته إلى فدوى قربان:
»إني أحد أولئك الذين أدهشهم جمال صوتك وقوّته».
قال دانيال فرومان (أحد خبراء الفن):
»إنّ غناءها التغريدي هو أبدع غناء سمعته في حياتي».
والشهادة التالية ذات صفة خاصة لأنها صادرة من مغنية شهيرة أخرى هي أديت دلي:
»إنّ للآنسة قربان صوتاً ذا جمال نادر مقرون بلطافة وسحر في تمثيلها».
وقالت جريدة الفيغارو باريس إنّ صوتها من العهد الذهبي.
وهنالك أقوال كثيرة لصحف وكتّاب كثيرين. من الصحف الدايلي مايل اللندنية والتايمز النيويوركية وغيرهما.
فالفنانة التي سارت باسم قوميتها السورية في العالم وكسبت لفنها ومواهب شعبها كل هذا الفخر هي فنانة كبيرة جديرة بكل تقدير واحترام. وليس أفضل لإظهار محبة مواطنيها لها وتقديرهم لقيمتها الفنية وقيمة الفن على الإطلاق من الاشتراك في حفلة الاستقبال التي تقيمها الجمعية السورية الثقافية لتكريمها والترحيب بها، ومن حضور الكنسرت الذي ستغني فيها لجمعية المستشفى السوري اللبناني وجميع الحفلات الغنائية التالية التي ستنشد فيها فنّانتنا لمجموعنا ولكل الناس.