أخبار صغيرة


الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 58، 15/12/1942

آخر حفلة لفدوى قربان:
في الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول أقيمت في مسرح «بابي» حفلة غناء شرعت بها المغنية فدوى قربان على مسؤوليتها وبمساعدة أحد المغتربين الذي يكسب من هذه الأعمال واتّفق معها على ربح معين بالمئة.
كانت الحفلة مخصصة للغناء العربي لأن الذين اتفقوا مع المغنية ونصحوها وعدوها بالإقبال والأرباح إذا هي غنت غناءً عربياً. وبناءً على هذه النصائح أخذت المغنية تدور بنفسها على التجار ومنازل العائلات عارضة عليهم تذاكر الدخول، الأمر الذي أسقط منزلتها الفنية. وكان غناء فدوى قربان في الحفلة جيداً بأسلوبه المعدل، ولكنه كان ضعيفاً نظراً لضيق الألحان العربية عن طريقة الغناء العالمية. وإحدى القطع الغنائية لاقت ارتياحاً لأن المغنية توفقت في إبرازها بأسلوب جديد خرجت فيه عن الطراز العربي المألوف.
لم يكن المسرح معبئاً بالناس فكثير من الكراسي بقي شاغراً، فكان مظهر الحفلة فقيراً. وقد كان اعتماد المغنية على العناصر اليهودية. فأحد اليهود أقرضها أجرة المسرح لاستمالتها إلى النواحي اليهودية. واتفقت المغنية مع جوق آلات يهودي مبالغة في ترغيب اليهود. فأحجمت العناصر القومية عن مؤازرة الحفلة واستاءت أوساط القوميين من هذا التصرف بعد الإكرام الذي أولوه للمغنية المذكورة تعزيزاً للإسم السوري.
إنه من المؤسف أن لا تكون مدارك الفنانة فدوى قربان على مستوى صوتها الجميل. وإذا كانت فنّانتنا قد أخفقت في الأرجنتين فالسبب ليس في مواهبها الفنية، بل في قِصَر إدراكها وعدم فهمها تقدير المواقف وعدم مقدرتها على تعزيز مركزها، فخسرت إمكانية الانخراط في مسرح الكولون التي لم تكن بعيدة عنها، نظراً للعلاقات العالية التي أوجدتها لها الأوساط القومية، ولم تعرف كيف تستفيد منها. وهذه خسارة فنية يؤسف لها، لأن صوت فدوى قربان جدير بأن ينعش النفوس.

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.