بيروت – المساء، بيروت، العدد 28، 14/7/1947
(قابل مندوبنا الخاص الأستاذ أنطون سعاده زعيم الحزب القومي الاجتماعي في مكان ما في لبنان فطرح عليه هذه الأسئلة التي أجاب عليها حضرته بخط يده ومهرها بتوقيعه وها نحن ننشرها شاكرين:)
س – هل صحيح ما كتبته إحدى الصحف عن زيارتكم لشرق الأردن؟
ج – إنّ عمدة إذاعة الحزب القومي الاجتماعي قد كذّبت خبر وجودي في شرق الأردن أو انتقالي إليها وحديثي إليكم يبرهن على أني لست في عمّان.
إن جوّ سورية كلها مفعم اليوم بالتيارات والحوادث وطبيعي أن تحاول الصحافة تحسس التيارات وحركة الخواطر الجارية. وبمحاولتها هذه تتكهن هي وتحاول خرق الحجاب الذي يستر حركاتي وأعمالي في محتجبي.
المؤامرة المزعمة...
س – هل صحيح ما كتبته صحيفة أخرى عن مؤامرة قومية لقلب الحكم الحاضر؟
ج – هذا أيضاً من باب التكهنات في صدد الحالة المؤسفة التي نتجت عن حالة الحكم الوطني منذ الجلاء وعن انتخابات 25 أيار/مايو الماضي. وهو أيضاً ترجمة لطريقة تكفير قسم من الناس في الإنقاذ الذي بات الشعب يرجوه على يد الحزب القومي الاجتماعي الذي أصبح واضحاً كل الوضوح أنه الحزب الوحيد الذي يعبّر عن أماني الأمة ومصالح الشعب. إننا مع الشعب في آلامه وأمانيه.
مذكرة التوقيف
س – ما هي أسباب عودة الحكومة وإلى ملاحقتهم من جديد؟
ج – لست أدري إذا كان يجوز استعمال إسم الحكومة في هذا الباب. فمع أن الحكومة مسؤولة بتضامنها عن التدابيرالتي تتخذ باسمها، فإني اشك كثيراً بوجود إجماع حكومي على متابعة هذه المأساة الحقوقية في لبنان التي يجب أن تنتهي ضمن مبادئ الحقوق الأساسية لعضوية الدولة.
يقول قائل إنّ في نيّة بعض أفراد الكتلة الحكومية إضافة قضايا جديدة إلى المذكرة كقضية وجود مظاهر مسلحة حول الزعيم وما شاكل. إنّ جميع هذه القضايا لا قيمة لها في صدد مذكرة التوقيف القائمة على اساس فاسد. لا يوجد استعمال سلاح ولا تحدٍّ للحكومة فإني قد حملت القوميين الاجتماعيين على تجنّب كل عمل عنيف للدفاع عن حق صريح ومبدأ أساسي من مبادئ الحياة السياسية. بل إني قد ضغطت أعصاب القوميين الاجتماعيين ضغطاً شديداً ليبقوا هادئين تجاه حملات وزير الداخلية المسلحة التي يحاول بها ستر ضعف موقف حكومته في القضية التي خلقها بعض رجالها.
س – لم يقم الحزب بأي عمل إيجابي ضد تزوير الانتخابات فما السبب؟ وهل من المنتظر أن يقوم بعمل ما؟
ج – إني قد أظهرت موقف الحزب القومي الاجتماعي من الانتخابات في بياني الرابع إلى الشعب اللبناني. إني أعلم أنّ سؤالكم يدل على ما يعلقه الشعب اللبناني على الحزب القومي الاجتماعي من آمال، وإني أكرر إلى الشعب بواسطتكم أن آماله لن تخيب، فليس الحزب القومي الاجتماعي حزب قضايا شخصية أو حزب سياسات صغرى حقيرة، بل هو حزب النهضة القومية الاجتماعية لأمة عظيمة بأسرها.
س – ألقت الحكومة القبض على الأستاذ فريد مبارك وصحافيين من الحزب القومي الاجتماعي فما هي الأسباب وماذا كانت نتيجة التحقيق معهم؟
ج – إنّ الأسباب التي دعت الحكومة إلى اتخاذ تدابيرها ضد الصحافيين القوميين الاجتماعيين هي أسباب أظهر الدفاع في المحكمة أنها استبدادية فاسدة، هي استمرار كبت الحرية واستمرار معاملة كل منتقد لسياسة بعض الحُكام بتسليط نقمة القضاء عليه.
حديث مع عميد الإذاعة
وقد التقى مندوبنا بعميد الإذاعة فحيّاه وطرح عليه السؤال التالي:
هل صحيح ما ذكره السيد حافظ منذر، المرشح عن جبل لبنان من أنه كان ضحية المساومات بين الحزب والأستاذ غبريال المر؟
إنّ الحزب القومي الاجتماعي بترشيحه الرفيق السابق السيد حافظ منذر، قد وضع هذا الشخص لأول مرة في امتحان لنزاهته ونظاميته وتجرده للمصلحة القومية الاجتماعية وقد سقط السيد المذكور في هذا الامتحان، فما كاد يظهر إسمه كمرشح عن الحزب حتى اتخذ ترشيحه مسألة شخصية له لا دخل لقرارات الحزب فيها، فدلّ على تفضيله لمصلحته الشخصية. إنّ السيد حافظ منذر الذي قبل ترشيح الحزب له بدون أدنى محاولة لتقديم رفقاء، أحق منه بتمثيل الحزب أراد أن يكون الحزب ضحية لمصالحه الخصوصية فتمرد على الأوامر وحنث بيمينه فطرده الحزب من صفوفه، ويجب الملاحظة أنّ السيد منذر لم يكن من المجاهدين القوميين الاجتماعيين فهو لم يدخل سجناً ولا اسراً ولا قاسى في سبيل قضية الحزب ما قاساه مجاهدو النهضة.