9/2/1941
رفيقي العزيز وليم بحليس،
وردني اليوم كتابك الثاني من سان باولو المؤرخ في 3 فبراير/شباط الجاري. وإني أجيبك عليه في الحال.
مجموعة النهضة: يمكن أن تبقى هذه المجموعة في حوزتك فليسلّمها إليك الرفيق إدوار [سعاده]. وهنالك مجموعة أخرى منها كاملة مع الرفيق أنطون حاصباني في ريو دي جانيرو، وكنت طلبتها منه بواسطة أخي الرفيق إدوار وبواسطة غيره، فقال أخيراً إنه يطلب كتاباً خاصاً من الزعيم في ذلك وكيفية إرسالها. وهذه الصعوبات من قِبل الرفيق حاصباني لا معنى لها، فيمكنه إرسالها طرداً بالبريد على عنواني الحالي. وأنا لا أعرف عنوان الرفيق حاصباني ولا أدري لماذا لم يجاوب الرفيق [جورج] دده على كتاب أرسلته إليه منذ زمان بعيد. ويوجد مع الرفيق جورج بندقي مقالات وخطب نسخها عن مجموعة النهضة فيمكنه أن يسلّمها إليك لعلها تغنيك فيما بعد عن المجموعة أو ترسلها إليّ حين أحتاجها.
مديريتان في سان باولو: لا بأس بإيجاد مديريتين، بل هذا أفضل حل لمشاكل شخصية كثيرة هي من أكبر مصائب الحركة القومية. وبهذه المناسبة ألفت نظرك إلى أنه يوجد خلاف بين بعض العناصر التي كانت منتمية إلى «الرابطة الوطنية السورية» ومجموعة أخرى كانت أو كان بعضها منتمياً أيضاً إلى الجمعية المذكورة. والذي يمكن أن يهمّنا من هذه المسألة أنّ النفور بين الرفيق توما توما والسيد أنطون جراب هو السبب في عدم دخول هذا الأخير في الحزب. وكان هنالك رشيد شكور أيضاً وهو لا يلتئم مع جراب، وجراب عنصر جيد ومفيد وكان طلب أن يدخل على يدي قبل مغادرتي سان باولو. ولكن مرضي بعد خروجي من السجن وضيق وقتي بسبب المشاكل الكثيرة لم يسمحا لي بالوقت الكافي لإدخاله. وبعد سفري، أعتقد أنه خشي أن يدخل ويكون تحت رئاسة توما أو ما أشبه، فإذا أمكنك اتخاذ دبلوماسية تتغلب على هذه الصعوبة بإقناع جراب بأنه لا يوجد في الحزب مراكز تصبح امتيازات لبعض الأشخاص، وأنه ليس من الضروري أن يكون فلان رئيساً وفلان مرؤوساً، وأنّ الموظفين يتبدلون، وأنّ المجال مفتوح أمام الجميع. فإذا فصل هذا عن شفيق عماد تزعزعت شؤون هذا و«رابطته».
ومسألة إسناد مديرية إلى الرفيق [جورج] بندقي تحصل على موافقتي فأنا أثق به في جميع الشؤون الحزبية التي لا دخل لابني عمه فيها.
سنطس: يوجد في سنطس عناصر جيدة كسليم عبود وجورج عبد الحق. ولكن عناصر سان باولو لم تكن مؤهلة لفسح مجال العمل، فسفرتك إلى سنطس تكون موفقة.
أرسلت إليك في بريد الاثنين الماضي الجوي كتاباً ومقالة في توقيف الجريدة وعودتها، وأرسلت معهما نسختين من العدد 13 من الزوبعة. فعسى أن تكون كلها وصلت.
في البريد القادم الجوي أرسل إليك حلقات من سلسلة مقالات «جنون الخلود» ليصير نقلها إلى سورية الجديدة لأنّ فيها دروساً هامّة.
وقد علمت أنّ الزوبعة انقطعت عن البرازيل، وكان يظن أنّ ذلك من بريد البرازيل أو بسبب مقاومة الحكومة الأفكار الخارجية، ولكن وجدت أنّ السبب الحقيقي في إهمال وخمول المكلف بالتوزيع. وقد وضعت مكانه مراقباً جديداً نشيطاً يهتم بإجراء جميع المعاملات اللازمة لتصل الجريدة إلى المشتركين.
سلامي لك ولجميع الرفقاء العاملين بإخلاص. ولتحيى سورية .
بعد: إني أنتظر من الرفيق فؤاد لطف الله إقداماً يبعث نشاطاً في الحركة القومية. وكل شيء يجب أن يكون مسجلاً، ولكن يمكن وضع السجلات في مكان أمين.