12/2/1941
رفيقي العزيز وليم بحليس،
وردني كتابك المؤرخ في 8 فبراير/شباط الجاري، وأنا لا أزال تحت تأثير صدمة شديدة تلقيتها من سيارة مستعجلة بينما كنت ذاهباً لآخذ سيارة ركاب إلى دار البريد المركزية هنا في السادس من هذا الشهر. وكنت حمل بعض الكتب التي أضعها بنفسي في البريد بينها كتابي الأخير إليك. الخطر كان عظيماً ولكن الرضوض كانت كلها سليمة بفضل ما تعهدته بالرياضة من جسم سليم خفيف. والآن أجيب بعجلة لكثرة مشاغلي وبقاء الرفيق [جبران] مسوح في توكومان إلى الآن:
الرسائل القومية إلى سورية الجديدة: وأعني بها الواردة من مشتركين وقرّاء. فهذه بعد اطّلاعك عليها أريد أن ترسلها إليّ بالبريد لأقف على حالة الجريدة ومركزها ونفسية المشتركين.
كذلك أطلب أن ترسل إليّ قائمة بأسماء مشتركي المكسيك، لأنّ مكتب الزعيم بحاجة إليها مع اسم المراسل والوكيل للجريدة وعنوانه.
المنشور المتعلق برشيد الخوري: وصل العدد الجديد من سورية الجديدة بالطيارة مع كتابك. وقد قرأت المنشور1 في الصفحة الأولى ووجدته دون العيار الذي كان يجب أن يستعمل، مع أنه كان حسناً من وجوه عديدة فلم أستصوب قولك: لماذا لم تدعُ الرابطة من تجد أنه يمثّل هيئات وطنية. أو ما هو بهذا المعنى فأنت جعلت «للرابطة» بهذا القول شأناً أكثر مما تستحق، أو كأنك تعدّها مؤسسة يحق لك أن تتوقع منها مثل هذه الدعوة مع أنها لو فعلت ذلك لكان وقاحة غريبة. من هي أو ما هي هذه «الرابطة» ليصح أن تدعو هي إلى اجتماع أو مؤتمر أو غير ذلك؟
وفي الأعداد المقبلة يجب نشر رسائل احتجاج من أفراد وجمعيات. وإذا أمكن تأليف جمعيات ثقافية ورياضية لهذا الغرض فليجرِ ذلك. ولتوضع عرائض تحمل مئات التواقيع بالاحتجاج على هذه الشعوذة الجديدة.
مؤتمر في البرازيل: أعتقد أني كنت أشرت عليك أو على الرفيق [إبراهيم] طنوس بعقد اجتماع سري، ثم الإعلان عنه كمؤتمر جرى لتأييد الحزب السوري القومي وعدّه المنظمة الوحيدة التي لها حق الكلام باسم السوريين.
الرفيقان فؤاد وتوفيق بندقي: لم أتأخر في الكتابة إليهما إلا لكثرة أشغالي، وخصوصاً في غياب الرفيق مسوح، ووجوب مخابرتك ومخابرة منفذية مينس التي تأخرت عليها كثيراً، ولأنه لا ناموس عندي أعتمد عليه في تصريف الأمور الإدارية المستعجلة، وهذه لها الأهمية الأولى في هذه الظروف العصيبة، فضلاً عن الأمور السياسية الهامّة. ولكنّي سأكتب إليهما في أول فرصة.
منشور جديد: إذا تمكنتم من وضع منشور جديد صريح ينكر على أصحاب نداء «الرابطة» أي تمثيل للجالية السورية وهيئاته التمثيلية فاطبع من هذا المنشور كمية وأرسلها إليّ. وإذا أمكن الحصول على أسماء لها أهميتها بشكل عريضة احتجاج أو استنكار كان ذلك مناسباً لوضعه في المنشور أو ذيله.
سأنشر في الزوبعة، في عرض مقالة بعنوان «المتآمرون يعودون إلى التآمر» (انظر ج 4 ص 153) خبراً يفيد أنّ مؤتمراً سورية جرى في البرازيل بإدارة رجال سوريين قومييين في أواسط ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت نتيجته تأييد المنظمة السورية القومية تأييداً مطلقاً، واعتبارها الوحيدة الصالحة لتمثيل مصالح الأمة السورية وحقوقها وأماني السوريين، فخابر إبراهيم بهذا الصدد لاتخاذ التدابير اللازمة لتثبيت هذا الخبر عند اللزوز.
الإذاعة: واعلم أنّ الإذاعة تحتاج أحياناً إلى استنباط أخبار عن واقع منتظر أن يقع لتسلّم قيادة الرأي العام. ولولا كثرة المشاكل الداخلية ولو أنّ الحركة في البرازيل سارت في سبيل القيام بحادث يستلفت الأنظار كمؤتمر أو ما أشبه أو بيان بمؤتمر لكنّا سبقنا هؤلاء المشعوذين بمراحل.
وإني أرى أنه بعد استنكار تمثيل رشيد الخوري جالية البرازيل، يجب أن تجري الإذاعة على المؤتمر الذي حدث بإدارة قوميين في أواسط ديسمبر/كانون الأول الماضي كما سيجيء في الزوبعة التي يمكنك أن تستمد منها كيفية معالجة الموضوع وعلى المؤثرات السورية القومية التي تجري في المكسيك والولايات المتحدة والأرجنتين. وإهمال أخبار «المؤتمر العربي» المزعوم بالمرّة، لأنه يجب ألا يعطى أهمية أكثر من اللازم.
مرسل إليك مع هذا الكتاب المقالين الأولين من سلسلة مقالات «جنون الخلود» لتباشر بنشر هذا السلسلة في الصفحة الأولى. وفي المقالين بعض تصليح. وفي البريد القادم أرسل غيرهما ليتابع النشر. فتنشر مقالة في كل عدد.
رأي سورية الجديدة: بعض المقالات التي تنقلها عن الزوبعة كمقالة «تكرار الأغلاط الماضية» التي هي مقالة سياسية توجيهية يصح أن توضع تحت «رأي سورية الجديدة» لأنّ هذا هو رأي المنظمة القومية. وأكتفي الآن بهذا المقدار على أن أعود في الأسبوع القادم. سلامي لك وللعاملين. ولتحيى سورية .