إلى وليم بحليس

24/3/1941


رفيقي العزيز وليم بحليس،
حالما تسلّمت كتابك المؤرخ في 6 مارس/آذار الجاري، جلست وكتبت إليك ووضعت الكتاب بالبريد الجوي في اليوم عينه، وأرسلت برفقته العدد 15 من الزوبعة مع إشارة عليه بنقل المقال الرئيسي الأول «سلطة الزعيم» إلى «رأي سورية الجديدة»، وانتظرت أسبوعاً كاملاً فإذا سورية الجديدة ترد وليس فيها مقال منقول عن الزوبعة، ولم يكن برفقتها كتاب منك. فرجّحت أنّ كتابي إليك فُقِد أو تأخر. وللحال كتبت كتاباً ثانياً ذكرت فيه جلّ ما كتبته في الكتاب الأول، ووضعته بالبريد الجوي، ووضعت معه نسخة أخرى من العدد 15 من الزوبعة وبعض مسودات مقالات العدد 16 ليصير نقلها إلى سورية الجديدة. واليوم، بعد مرور أسبوع آخر، تسلّمت كتاباً مختصراً منك تذكر فيه أنك لم تتسلم شيئاً مني، وتسلّمت معه نسخة العدد 105 من سورية الجديدة1. فاغتممت جداً لعدم وصول كتابيّ السابقين إليك وأسفت لضياع الوقت الثمين. وها أنا أكتب الآن للمرة الثالثة باختصار، بعد أن فرغت أمس من كتابة مقال ضروري لسورية الجديدة أرسله مع هذا الكتاب في غلاف واحد. وقد جعلت العنوان هذه المرّة صندوق البريد بدلاً من شارع سنطو أندريا. وأظن أنّ الكتاب السابق وقصاصات الزوبعة ونسخة العدد 15 أرسلت بدون كلمة «سبرادو» إلى جانب رقم الشارع فانظر في هذا الأمر.
أول ما كتبته إليك كان إظهار شعوري في حادث المصيبة المؤلمة التي نزلت بافتراطك إبنك. فإنّ شعوي لم يكن يقلّ عن شعورك إلا من حيث عاطفة الوالد وإحساس المربي. وهذا ما أثبته مرة أخرى. وقد أكبرت سلوكك النبيل في هذه الظروف القاسية، وأكدت لك أنك أنشأت فصلاً من فصول الروحية القومية الجديدة.
زكي كرم: قلت إنّ عمله سيكون من باب الدعاوة الأجنبية. وذكرت لك أنّ أنريكي رافلس كان قد خابرني وعرض عليّ، باسم الحكومة الإسبانية عقد المؤتمر السوري القومي في إسبانية.
مذياع عام: ذكرت لك أنّ هذه المهمة ليست محددة تحديداً ضيقاً بالقطر النازل فيه المذياع وأنها تمتد إلى كل مكان لا يحدث فيه تضارب مع مذياع عام آخر.
مقال المنفّذ [نجيب] العسراوي: كنت قد كتبت إليك قبل تسلّمي خبر سفرك من سان باولو كتاباً طويلاً عالجت فيه بعض الأمور وأعطيتك بعض التوجيهات. وفي الكتاب تناولت فقرة العسراوي التي أرسلتها إليّ وعدّلتها ليصير نشر المقال. وأرسلت الكتاب إلى سنطو أندريا Santo Andraé وكتبت في ذلك إلى المنفّذ. ويسرّني أنه يظهر هذا الفهم للنظام القومي ولدقة الموقف. ويظهر لي أنّ الكتاب المذكور لم يصل أيضاً، وبناءً عليه أعتقد أنّ بعض الأيدي قد امتدت إلى الكتب في شارع سنطو أندريا فلا تهمل هذه الناحية.
رفقاء سنطس : كتبت أيضاً في أمر موقف أعضاء سنطس من أسهم الجريدة. وأبنت لك أنّ هذه صعوبة تقرّبك من فهم النفسية التي أعالجها من زمان وتجعلك تدرك ناحية جديدة من نواحي العمل القومي. وضربت لك مثلاً أنّ بعض الأعضاء هنا بلغوا في الوقاحة حد التعليق على خطبتي رفيقة قومية، أرادت أن تكون معينة لي، بهذا الكلام: «لا يحق للزعيم أن يفكر في الزواج في هذه الظروف. إذا تزوج الزعيم فنحن لا نعترف بزعامته، الخ». وقلت إني سأكتب إلى رفقهاء سنطس ليأخذوا اتجاهاً جديداً.
لجنة إدارة عملية: قلت لك أن تستوثق من قبول الرفقاء غالب صفدي وإلياس فاخوري وإدوارد مقدسي الاضطلاع بأعباء هذه اللجنة لسورية الجديدة وليصير تعيينهم رسمياً.
نظير زيتون: انتقدت في كتابي السابق رفعك نظير زيتون إلى مصاف المفكرين الذين يصح الاستشهاد بأقوالهم. وأبنتُ لك خطورة هذا الأمر. فنظير زيتون هو أحد الكتّاب الذين تقلّبوا في اتجاهاتهم الفكرية والسياسة حسب الظروف. فبعد اطلاعه على مبادىء الحزب السوري القومي مال إلى هذه الفكرة، ثم عاد فأخذ يجاري مكتب فخري البارودي وففؤاد مفرج في «العروبة» ثم، بعد نشوء سورية الجديدة رأى وجوب مجاراة التيار القومي الذي ولدته. وموقفه، حين كنت في سان باولو، لم يكن حسناً أو صريحاً.
كتاب الوطن: لا أزال أنتظر ورود الكتاب الذي وصل إلى الرفيق جميل عبد المسيح من الرفيقة شقيقة الأمين جورج عبد المسيح من الوطن.
أشخاص: بلغني انضمام المثقف وليم عفيف، وأرسلت أهنئه في كتاب إلى الرفيق فؤاد [لطف الله]. ماذا جرى في أمر أنطون جراب كلفت الرفيق إميل بندقي بمساعدتك بين الشبيبة الحمصية.
كتب: أرسلت كتباً بالبريد الجوي منذ نحو ثلاثة أسابيع إلى الرفيقين جورج بندقي وإلياس فاخوري وفؤاد. وفي الأسبوع الماضي كتبت إلى أخي إدوار. ولم أعلم ماذا جرى لهذه الكتب.
عسى أن يصلك كتابي هذا الذي أضعه بالبريد الجوي المسجل. وعسى أن توفق في جميع أعمالك. ولتحيى سورية .

المزيد في هذا القسم: « إلى فارس بطرس إلى وليم بحليس »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.