إلى وليم بحليس

31/3/1941


رفيقي العزيز وليم بحليس،
وردني اليوم كتابك الأخير المؤرخ في 29 مارس/آذار، وكنت قد تسلّمت منذ نحو ثلاثة أيام كتابك المؤرخ في 25 منه وعليهما أجيبك:
فؤاد وتوفيق بندقي: كتبت إليهما بإسهاب في 19 مارس/أذار الحاضر، وأرسلت الكتاب بالبريد العادي، وجعلت الرفيق مسوح ينسخه، وسأضع نسخته في البريد العادي لتصل إليك فتطّلع على ما فيه وتقدر أن ترى مفعوله. ويحسن أن تطلع غالب [صفدي] وإلياس ف. [فاخوري] وفؤاد [لطف الله] عليه مع توصيتهم بكتمان الأمر كل الكتمان. الكتاب قوي اللهجة في ما يختص بالموقف الذي وقفه الرفيقان المذكوران من أمر الجريدة وسلطة الحزب، ولكنه يتضمن التقدير الرسمي العالي للعمل الذي أقدما عليه، ويشتمل على بيان بالأسباب التي جعلت سورية الجديدة تتأخر عن التقديرات التي وضعت لها، وقد أرسل الكتاب إليهما مسجلاً على عنوانهما في شارع «ديرتيه».
«جنون الخلود»: الحقيقة أنّ هذه المقالات قد طالت. وما كنت أقصد جعلها بهذا الإسهاب. ولكن لا بدّ من العودة إلى معالجة بعض النقاط في موقف رشيد الخوري من الزعيم، فيكون ذلك جواباً مداوراً على بعض الأقاويل في الأوساط هنا، وبعض هذه الأقاويل تسرب إلى بعض الأوساط القومية كالتساؤل: «لماذا لا يرجع الزعيم إلى الوطن»، والكلام الذي أرسله خالد أديب. ففضلت أن أبحث مسألة «هرب الزعيم» عن طريق تقولات الخوري بدلاً من أن أفرد لها بحثاً خاصاً. وهذا الأمر جعل المقالات تطول، فتناولت نحو 4 مقالات لا علاقة مباشرة لها بصلب الموضوع. ثم أني قصدت أن تكون هذه المقالات دراسة في الأدب والشعر والأخلاق والروح القومية. والدراسة بهذه الصورة أكثر فائدة لتقديم الشاهد والمثل من «أدب» الخوري. فإعطاء دروس عامة بدون تقديم مثل أو شاهد يمر بأذهان السوريين دون أن يترك أثراً واضحاً إلا عند أفراد قلائل. ونحن نريد إيقاط نفسية الأوساط الواسعة. ولو لم يكن «أدب» الخوري نموذجاً ومثالاً لأدب طبقة واسعة لها تأثير في تكييف نفسية الجمهور لما استحق في ذاته هذا الاهتمام، والآن قد وصلت إلى «محاضرته»، وهي الغرض الأصلي، وأعتقد أنها لن تأخذ أكثر من أربع أو خمس مقالات. وأعتقد أنّ هذه السلسلة ستعطي المفكرين وشباب النهضة القومية وجماعة المتنورين مقاييس جديدة للقيم الشعرية. ويجب على البعض أن «يطولوا بالهم» قليلاً فللإطالة أسباب.
منفّذ مينس [نجيب العسراوي]: وردتني منه كتب وهو ينتظر نشر مقالته، لأني كنت أخبرته أني حوّرت جملته وأرسلت التحوير إليك. وينتظر أيضاً تعليمات وتوجيهات مني تشمل مسألة سورية الجديدة فاكتب له عن سبب عدم نشر مقالته وهو ضياع الكتاب الذي أرسل فيه التعديل. وسأكتب تعديلاً جديداً على حدة ليصير نشر المقال.
«ضمان سلامة الحزب»: (انظر ج 4 ص 165) كان الأفضل نشره بعد نشر المقال السابق «سلطة الزعيم» إنما لا بأس فحالما يصل العدد 15 إلى سان باولو بمكنك أخذ المقال منه. وأعتقد أنّ العدد 14 الذي فيه مقال يتعلق بأمر «الرابطة» قد وصل، والرفيق إميل [بندقي] أخذ بعض نسخ منه، فإذا كان لم يصل إليك فأرسله بالبريد الجوي.
ترتيب سان باولو: سأرسل بالبريد العادي الأوامر والتعليمات الكاملة بصورة رسمية، ويشمل ذلك اللجنة الإدارية العملية لسورية الجديدة، كذلك سأكتب في هذا الأسبوع إلى سنطس. ولم أكتب من قبل لضيق الوقت وكثرة المشاغل.
ماديات سورية الجديدة: كتب إليّ منفّذ المكسيك العام يقول إنهم ينتظرون وصول عنوانك إليهم ليقدّموا أبدال الاشتراكات المجموعة أو التي ستجمع. فاكتب إلى المنفّذ الأمين عساف أبي مراد الذي أعتقد أنه لم يسر بالمنفذية كما يجب ولكنه يلبّي. وإني الآن أهتم بمعالجة مسألة منفذية المكسيك والاتصال بأشخاص جدد هنالك لأقف على حقيقة الموقف من جوانب أخرى. والرفيق [جبران] مسوح، الذي باشر إمداد سورية الجديدة بكتاباته، إذ إنه أرسل مقالاً ولا أدري إذا كان أرسله إلى عنوان الشارع أو صندوق البريد، سيعود إلى توكومان بعد غد وقد كلّمته في شأن المشتركين هناك، وأن يسعى لحملهم على إرسال أبدال اشتراكهم. ولا بدّ من مواجهة بعض الصعوبات التي تركتها أزمة الجريدة السابقة ولكن يجب التغلب عليها.
ريو دي جانيرو: أستحسن جداً اتصالك الشخصي بالمديرية هناك، وقد كتبت مؤخراً إلى المدير [جورج] دده بعد أن وقفت في سورية الجديدة على عنوانه الجديد وأطلعته على إلحاق مديريته بمنفذيه مينس. وإنّ سفرك إلى ريو لا بدّ أن يعطي نتائج حسنة.
زيتون ـــ يافث: إنّ المعلومات عن موقف السيدين نظير زيتون وأسد يافث من أمر قصيدة رشيد الخوري التي يهجو بها الحزب والزعيم هي من المعلومات التي أحب أن تصلني في أوقاتها لأطّلع على حقيقة الموقف.
الرفيق إميل بندقي: هو مخلص وغيور وذو أخلاق قومية يعتمد عليها فقرّبه واعتمد عليه. وحادثه بشأن تدبير طريقة لإرسال اشتراكات عضوية الرفقاء في مينس والجهات الأخرى إليّ وفي إرسال أبدال اشتراكات الزوبعة التي تجمع في مينس وغير جهات في البرازيل. وإذا وصلتما إلى نتيجة فاكتب إلى الرفيق [إبراهيم] طنوس في هذا الصدد.
لم تردني نسخة العدد الأخير من سورية الجديدة بالطيارة ولعلها تصل بعد هذا المساء أو غداً.
سلامي لك وللعائلة وللرفقاء. ولتحيى سورية .
بعد: مقال «شعب منقسم على ذاته» قصدت منه إثارة العناصر الجيدة أمثال شفيق وإسكندر معلوف فأخبرني عن صداه في الجالية.
تعديل فقرة مقال العسراوي «إذا صح وكان هذا المؤتمر بإيحاء الأمير شكيب أرسلان فالأرجح أنه ما أراد بهذا الاقتراح غير إظهار عاطفته نحو الذين أكرموه وتنبيههم إلى وجوب درس بعض وجوه المسألة السورية عن طريق العقل والواقع لا عن طريق العواطف الثائرة والاعتباط، لأنه من المستبعد أن يجهل سياسي محنك مثله أنّ استقلال سورية لا تقرره فئة قليلة في الأرجنتين. ووحدة الأقطار العربية لا يضع أساسها ويعلنها أناس لا يعرف أكثرهم أين تقع هذه الأقطار ولا يدركون مقدار التنبّه القومي فيها ونوعه وإمكانياته».
إذا أمكن الحصول على الكتاب الذي أرسله رشيد الخوري إلى صديق يرجو فيه أن يجعل الله حركة الزعيم أبرك الحركات كان ذلك موافقاً جداً.
أرسل إليّ الأعداد العشرة الأولى من سورية الجديدة أي من العدد 1 ـــ 10، كنت كلفت أخي إدوار بالتوصية على حروف سورية للزوبعة، فماذا جرى؟

المزيد في هذا القسم: « إلى وليم بحليس إلى وليم بحليس »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.