إلى إبراهيم طنوس

بوينس آيرس، 3/5/1941


رفيقي العزيز إبراهيم طنوس،
أمس وضعت بالبريد الجوي كتابين إلى المنفّذ العام في غلاف واحد: أحد الكتابين شخصي والثاني رسمي. وأشرت في آخر الكتاب الثاني إلى وجوب قراءته وجميع المخابرات الرسمية في جلسة هيئة المنفذية، أي في جلسة للمنفّذ العام والنظّار، تؤخذ فيها وقائع الجلسة ويسجل ورود الرسائل الرسمية مع ذكر مصادرها وتواريخها ومواضيعها. وهذا ما يجب أن يجري دائماً، مهما طال الوقت على الجلسات. وقلت إنّ المراسلات الرسمية يجب أن تحال، بعد قراءتها والنظر فيها، إلى دائرة السجلات التي تكون في عهدة الناموس العام للمنفذية، لأنها ليست شخصية. فهي تخص المؤسسة وتنتقل من السلف إلى الخلف.
في الكتاب الرسمي وضعت تعليمات وتوجيهات مشيراً، في عدادها، على المنفّذ العام بوجوب الاهتمام بإرساخ الروحية القومية الصحيحة في نفوس الأعضاء، ورفع معنوياتهم بإلقاء دروس أو محاضرات عليهم في النظام ومعنى الزعامة والسلطة والشعار والرموز وغير ذلك، خصوصاً قيمة القَسَم ومعناه، الخ. وفي إشارتي استحسان تأليف لجنة يشترك فيها المنفّذ العام والناموس العام لوضع هذه الدروس أو المحاضرات وإلقائها في المديريات أو تكليف المذيعين في المديريات إلقاءها.
انتهت أزمة الكتابة في سورية الجديدة بانتظام ورود مقالات. وقد كان الرفيق [وليم] بحليس يلح عليك نظراً لتولّيه مسؤولية الإدارة حديثاً وانقطاع كتابات أدباء النهضة القومية عن الجريدة بعد أزمتها الإدارية الماضية. تبقى مسألة مساعدته مادياً، ففي هذا السبيل يجب فعل ما يلزم وما يمكن. وإذا صح توقيف الجرائد الصادرة باللغات الأجنبية، ولم يمكن إصدر الجريدة بالبرازيلية، فيمكن التعويض على المشتركين بإرسال الزوبعة التي يمكن أن تصير أسبوعية ويصبح من الضروري صدورها أسبوعياً، على الأقل، بعد توقف سورية الجديدة. وفي كتابي الرسمي إلى المنفّذ العام ذكرت مسألة سورية الجديدة ووجوب مساعدتها والأفضل أن تطّلع بنفسك على ما ورد فيه في هذا الصدد.
سررت بابتداء علاقتك مع الأمين فخري معلوف، الذي صار مؤخراً المنفّذ العام لفرع الحزب في الولايات المتحدة. وهو كان من قبل رئيس مكتب عبر الحدود ثم عميداً للإذاعة، ثم عضواً في المجلس الأعلى مع بقائه في مجلس العمد، ورئيساً للندوة الثقافية. فهو أحد كبار الأدمغة في الحركة القومية الذين يبشرون بإنتاج عظيم.
لا اطلاع ولا معلومات عندي عن رواية سلمبو الفرنسية. ولا أعلم كيف يمثّل المؤلف قرطاضة وشعبها وعاداتها وتقاليدها ورجالها ونساءها. ولذلك لا أستطيع إبداء رأيــي فيها.
اشتراكات الزوبعة: إذا كنت قد بدأت بشيء في أمر قبض الاشتراكات فيمكن مخابرة الرفيق وليم والرفيق إميل بندقي ليرتب كيفية إرسال المال إليّ. وأنا خوّلت الرفيق وليم اقتطاع ما يوازي تسعين ريالاً أرجنتينياً كنت قبضتها هنا من بعض مشتركي سورية الجديدة.
روحية منفّذ مينس: حسب كتاباته الأخيرة يظهر فيها الخلاص من جميع التأثيرات اللاقومية و«الشكيبية». فهو قد فتح عينيه على ضوء النهضة والمعلومات الأخيرة وأصبح فاهماً الموقف.
سررت بمعافاة امرأتك، أتمنى لها السلامة ولك الطمأنينة.
اقبل والرفقاء عندك سلامي القومي ولتحيى سورية .

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.