11/6/1941
الرفيق العامل العزيز ساسين حنا ساسين،
تسلمت كتابك المؤرخ في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي متأخراً وقد وصل إليّ على يد الرفيق إميل بندقي. وكان قد وصل إليّ كتابك السابق الذي تطلعني فيه على مساعيك مع «جمعية التقارب الإسباني العربي». وقد تأخر جوابي إليك إلى الآن بسبب كثرة الأشغال واضطراري للقيام بجولة مؤخراً استغرقت نحو شهر. وبعد سفر الرفيق أسد الأشقر منذ نحو سنتين وأنا لا أحظى بمن يقدر على القيام بقسم من الأعمال الكتابية التي كان يقدر على القيام بها.
في خلال الأشهر الماضية تم الاتصال بيني وبين السيد [أنريكي] رافلس، ناموس الشرق الأدنى والأقطار العربية في وزارة الداخلية الإسبانية، وبعد جوابه إليّ في صدد المؤتمر أصابتني وعكة وأشار عليّ طبيبي بوجوب قضاء نحو ثلاثة أشهر متنزهاً في تلول ولاية كوردبة من هذه الجمهورية. ومع ذلك فقد وضعت جوابي على كتاب السيد رافلس من مقر راحتي وأرسلت إلى بوينس آيرس ليضعوه بالبريد الجوي المسجل وقد وضع في البريد. ولكن الظاهر أنه لم يصل. وإني سأرسل نسخة منه في البريد القادم إلى السيد رافلس. وقد أرسل إليك نسخة منه لإطلاعك.
كان بودّي السفر إلى إسبانية سواء أعقد المؤتمر أم لم يعقد. ولكن عرضت مسائل كثيرة في هذه الأثناء أوجبت اهتمامي. وظلت مسألة ماذا يحدث بعد وصولي إلى إسبانية تحت النظر. فقد لا يكون موافقاً أن أبقى بعيداً عن أوساط السوريين المهاجرين.
أما أمر المؤتمر فقد وجدنا تأجيله نظراً لانقطاع المعلومات الأخيرة من الوطن، ولكنّي أرى أنه يجب الاستمرار في العلاقات الجيدة مع الحكومة الإسبانية لأنّ هنالك نقاطاً هامّة يمكن حصول التعاون بيننا وبينها عليها. فإذا أمكنك أن تبلّغ السيد رافلس ذلك كان حسناً.
اطّلعت في عدد صدر مؤخراً في المكسيك من مجلة الفرع القومي هناك أنّ دوائر الإذاعة الإسبانية أرسلت إلى المجلة المذكورة مواد إذاعية للنشر. وقد تسرعت المجلة ونشرت رداً قاسي اللهجة، رافضة نشر شيء. وكان الأفضل لو أنّ هذه الدوائر اتصلت بمرجع أعلى أولاً للتفاهم على التعاون في هذا السبل. وإني أكلفك الاهتمام بذلك وإبلاغي ما هي مطاليب الحكومة الإسبانية وماذا يمكنها أن تفعل لنا مقابل ذلك.
سلامي لك وللعائلة وللرفقاء. ولتحيى سورية .