إلى إميل بندقي

11/6/1941


رفيقي العزيز إميل بندقي،
كنت أؤجل الكتابة إليك، بعد تسلمي كتابك، من حين إلى آخر انتظاراً لفرصة مناسبة لا تعترض شيئاً مستعجلاً، ولكن هذه الفرصة لم تأتِ. فقد كان عليّ أن أصفّي فرع بوينس آيرس وأنظفه من النفاق والفساد. ثم كان عليّ الاهتمام بفروع الداخلية. وقد قمت الشهر الماضي برحلة استغرقت 25 يوماً بين توكومان وسانتياغ وكوردبة وعدت في أوائل هذا الشهر. وكانت نتيجة الرحلة جيدة للغاية، فحدث نشاط محسوس في فروع الداخلية، واتضحت نواحٍ كثيرة لمعظم القوميين، فاتسع إدراكهم وقويت معنوياتهم وحدثت حركة إدخال. وقد باشر فرع توكومان أعمال إذاعة واسعة وأنشأ فرقة تمثيلية لتمثيل مؤلفات الرفيق [جبران] مسوح، وبعد بضعة أيام يضعون على المرسح أول موضعين تمثيليين، ثم ينتقلون إلى سانتياغو لتمثيل الموضوعين فيها في اليوم التالي. والريع سيكون للحزب لسد الحاجة الإذاعية.
في بوينس آيرس قويت معنويات بعض الأعضاء وحدث إدخال، ويوجد استعداد في الأوساط، ولكن لا يوجد مقتدرون على الإذاعة والإدارة. وقد دخل مؤخراً بسعي الرفيق محمد الشيخ شابان من جمعية الحلف العربي ويوجد آخرون على استعداد. الرفيق شلبي رومية قد فشل بعد الخطوة الأولى والظاهر أنه يريد مجاراة الأحوال.
أطلعني الرفيق [وليم] بحليس على بعض مساعيك الحسنة وعلى تأثيرك على الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي وسررت مما ورد في كتابك.
وأبدي أني كنت أتوقع من الرفيقين فؤاد وتوفيق إدراكاً أعلى واستعداداً أحسن، خصوصاً في معاملة سورية الجديدة ومساعدتها معنوياً ومادياً، فهما لا يزالان نظاميين وعليهما واجب المساعدة.
لا أدري لماذا يتأخر التنظيم عندكم مع أني أرسلت القرارات اللازمة إلى الرفيق بحليس منذ نحو شهرين تقريباً.
أخبرني عما عندك وعسى أن تعود قريباً، فالمرسح ينتظرك، وبوينس آيرس يلزم لها مثلك. فإذا عدت فلا تنسَ أن تجلب معك الكتب التي يمكنك حملها إليّ. وإذا كان يوجد معلومات وكراريس من شرح المبادىء فليرسلوا إليّ شيئاً من هذه الأخيرة، وأنت تجلب ما يمكنك.
سلامي لك وللرفقاء، وللرفيق جورج بندقي خصوصاً، عساه تحسّن. ولتحيى سورية .

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.