11/6/1941
رفيقي العزيز وليم بحليس،
كتبت إليك منذ يومين في صدد شؤون سورية الجديدة الإدارية. واليوم أكتب في صدد بعض الأمور المتعلقة بالتحرير.
أغلاط الترجمة: ألاحظ أنه تجري أحياناً أغلاط كبيرة في ترجمة بعض المقالات الرئيسية. ففي مقالة قديمة لي1 من عهد الجريدة السابق ترجم المترجم اسم الامبراطور «كركلّه» وأبدل به اسم الامبراطور «كليغولا»، وكان يجب أن يوضع (Caracalla)‚ وفي ترجمة مقالة رئيسية لي نقلتها عن الزوبعة ونشرت في العدد 111 من سورية الجديدة بعنوان «الحالة السياسية في الوطن» (انظر ج 4 ص 199) حدث غلط هام جداً يظهر الحزب بمظهر ضعيف ويخالف ما ورد في الأصل وهو أنّ المترجم بدلاً من أن يترجم هذه الجملة على وجهها الصحيح: «وبقي عدد من رجال الإدارة العليا أمثال الأمين مأمون أياس وجبران جريج بعيدين عن متناول أيدي الحكومة، الخ». جعل الترجمة هكذا:
alguns membros do partido
Permaneciam, todavia, fra do alcânce da polcia
estrangêira, como por exemplo, Mamun
Ais e Jubrân Jeriej
ومدلول هذه العبارة يفيد أنّ الحكومة قبضت على جميع أعضاء الحزب ما عدا نفر قليل. وهذا مخالف للحقيقة ويظهر الحزب بمظهر ضعيف جداً. والصواب أنّ الحكومة قبضت على معظم membros da administracas superior do partido وفي اختلاف الصورة اختلاف في نتيجة الإذاعة. فيجب على المترجم أن يصلح هذه الأغلاط ويتجنب الوقوع في مثلها.
مقالات «نبيه»: هذه المقالات ضعيفة جداً وأحياناً هي غير موافقة للاتجاه القومي. ولم أجد مناسبة لمقالته الأولى المتعلقة باحتلال الألمان كريت، ولا يوجد مشابهة بين هذا الحادث وحادث احتلال طارق بن زياد الأندلس، فضلاً عن أنّ هذا الحادث الأخير ليس من دواعي الفخر لنا، ولو أنه ذكر حادثاً سورية لهان الأمر. والأفضل عدم الإكثار من هذه المقالات، حتى ولو نقصت المقالات الإنشائية الخاصة بالجريدة.
في السياسة الإنترناسيونية: يجب، حين التعليق على الحوادث الإنترناسيونية، مراعاة وجهة هامّة هي: عدم تنفير جميع الدول الأجنبية دفعة واحدة. وهذا يعني عدم كشف نيات هذه الدول أو بعضها في ظروف غير مناسبة. ويمكن تحذير الرأي العام من غير الاحتياج إلى نسبة نيات أو مقاصد معيّنة لبعض الدول. وقد حدث غلط من هذا النوع في الصفحة الأولى من العدد 113 في المقال: «فرنسة تشتري عطف ألمانية وسورية تدفع الثمن» والغلط هو في هذه العبارة: «إننا نجهل حتى الآن موقف ألمانية من سورية ، لكننا لا نخاله أسلم نية من موقف إنكلترة وفرنسة» والقسم الأخير من هذه العبارة كان يمكن أن يوضع بشكل آخر كأن تقول، مثلاً: «ولكننا إذا لم نتّحد في حركتنا القومية ونقُم بعمل يحمل الدول على الاعتراف بوجودنا فيجب ألا ننتظر من ألمانية تأمين ما لم تؤمنه بريطانية وفرنسة، الخ».
فوزي القاوقجي: إنّ هذا الضابط ليس سورية قومياً نظامياً، ولا دليل عندنا على اعتناقه العقيدة السورية القومية. وكان قد صرّح، بعد فشل ثورة 1936 الفلسطينية أنه يؤيد أنطون سعاده ويرى فيه المنقذ، وأعلن أنه عزم على المحاربة تحت لوائه وحاول الاتصال بي، ولكن المراقبة حالت دون ذلك ووقفت الأمور عند هذا الحد.
إقبل سلامي ولتحيى سورية .
بعد: وردت في المقالة 15 من «جنون الخلود» المنقولة إلى العدد 116 أغلاط كثيرة تشوه المعنى وتظهر قبيحة منها: «مفسرو الأحلام» بدلاً من «مفسرو الإسلام» وغير ذلك مما يمجه الذوق فيجب الانتباه إلى هذا الأمر. وقد ورد غلط في نقل بعض الآيات القرآنية وهو ما لا يجوز، ومثله في العامود الثالث والآية التي أولها «حرمت عليكم» فقد ورد في هذه الآية: «إلا ما قد سلف من الله كان، الخ». والصحيح «إلا ما قد سلف إنّ الله كان، الخ».
إذا كان عندكم كراريس شرح المبادىء فأرسلوا إليّ نحو خمسين نسخة في رزم من عشر أو عشرين.
أيضاً: إنّ جريدة السمير تباع وتشرى كبقية الجرائد ولا يشفع فيها كون صاحبها شاعراً، فيجب ترك الاهتمام بهذه الصحيفة. وهي قد انتصرت مؤخراً لرشيد الخوري وحملت على هاني بعل، ولذلك سمحت بنشر مقالتين لشخص يدعى عبد الله بري، وهما اللتان رد عليهما الأمين معلوف، ولو لم تنشرهما لما كان هنالك لزوم لإضاعة مجهودات مثل الأمين معلوف. ولذلك يجب اعتبار السمير في مصاف الجرائد التي لا أهمية لها وشبه المعادية.
حتى الآن لمّا يردني جواب من المنفّذ [نجيب] العسراوي، ومن الناموس المذياع العام إبراهيم طنوس. فهل تعلم شيئاً عنهما؟