23/6/1941
رفيقي العزيز وليم بحليس،
تسلمت هذا الصباح كتابك الأخير المؤرخ في 21 يونيو/حزيران الجاري. وعليه أجيبك:
تنظيم سان باولو: إنّ التنظيم هو أعظم وسيلة لرفع المعنويات وإيقاظ الشعور بالمسؤولية. والذي أراه أن يشترك أخي إدوار في عمل إداري لأنّ دروسه الحقوقية تساعد على التنظيم، وإنما هو عديم الخبرة في معالجة الأشخاص وغير واسع السياسة في الحديث والمناقشة. فإذا أمكنك التأثير عليه فقد يصير مع شيء من الوقت صالحاً لمساعدة فعلية. وإذا كان الرفيق إميل بندقي باقياً في سان باولو فيحسن أن يسند إليه عمل إداري فهو قد تمرّن هنا وأصبح مدركاً لكيفية العمل ومراميه فيما يختص بالمديريات. وقد كتبت إليه بالبريد الجوي في الأسبوع الماضي على عنوان في «براسه داسيه» عند ابني عمه ولا أعلم إذا كان تسلّم الكتاب.
الموقف السياسي للجريدة: إنّ موقف الحركة القومية من الحرب الحاضرة لا يزال على الحياد نظراً لأنّ الحركة لم تحصل على ضمانات من أي جانب. ولذلك يجب معالجة الأخبار ومجرى الأمور باعتدال. ويجب أن لا يصير رفض لكل اقتراح أو تصريح رفضاً باتاً كما جرى في صدد تصريح الجنرال كاترو وتصريح بريطانية. فإذا لم نستفد من هذه التصريحات فالحق يكون علينا لا على بريطانية. فإذا اتهمنا هذه وقالت لنا «حسناً أين ممثلوكم لأتّفق معهم؟» فماذا يكون موقف الشعب؟ كل جريدة تدّعي تمثيل الشعب وكل نفر كذلك.
وإنّما يمكن سؤال البريد الجويا ماذا تعني فعلياً بتصريحها وما هي مستعدة للقيام به الآن؟ وهل هي مستعدة للاعتراف بالحركة السورية القومية التي تمثّل الأمة؟
أما تصريحات بيتان فهي أحق بالحملة لقوله: «إنه يجب الدفاع عن ممتلكاتنا ووحدة الامبراطورية الاستعمارية» والحملة على بيتان من هذه الناحية لا تؤذي الألمان.
مقالك الأخير في العدد 118 بعنوان «ألعوبة الملكية» هو أفضل من مقال العدد السابق. وفي العدد 21 من الزوبعة مقال رئيسي1 في صدد حالة سورية الإنترناسيونية والقسم الأخير منه الذي يحتوي على الخلاصة فيه توجيه لكيفية معالجة الموقف.
وقد قرأت البيان الإداري في صدد الاشتراكات ووجدت فيه بعض الضعف في التشديد على أنّ الاشتراكات هي مورد الجريدة الوحيد. فهذا البيان قد يترجم بأنه دليل على ضعف الجريدة وقلة مناصريها. وليس من الضروري التعرض لهذا الأمر فعلى المشتركين أن يدفعوا ليس لأنّ اشتراكاتهم هي مورد الجريدة الوحيد، بل لأنّ الشرف يقضي عليهم بأن لا يكونوا عالة على إدارة الجريدة ولأنّ الجريدة تقوم بواجبها نحوهم بدون تأخر اعتماداً على أنهم لا يتأخرون بواجبهم نحوها.
وحين تبتدىء الاجتماعات يجب إفهام الأعضاء أنهم شركاء في مسؤولية سير الجريدة لأنها والزوبعة الطريقة الإذاعية الوحيدة للنهضة في هذه الظروف.
مواد للنشر: أرسل إليك برفقة هذا الكتاب لفّة فيها العدد الأخير من الزوبعة وفي صدره الرد الأول على تحامل إيليا أبو ماضي1. فيجب نشر هذا الرد في الصفحة الأولى مع المقدمة المرفقة به ملصوقة على الجريدة، ومع العدد مقال محرر السمير ليصير نشره في صفحة أخرى. ويوجد أيضاً قصاصة في صدد «المؤتمر العربي» أرسلها مع مقدمة صغيرة ملصوقة عليها ليصير نشرها. وإذ اتسع المجال عندك فيمكن نقل كل ما في عدد الزوبعة. وإني أضع لك بالبريد العادي رسالة كان قد كتبها الرفيق يوسف الغريب للزوبعة فلم تتسع لها الجريدة فيمكن نشرها في سورية الجديدة كمثال «لمحاضرات» الخوري وعلي الحاج اللذين أصيبا مؤخراً بخيبة فاضحة في توكومان حيث الحزب مسيطر على الموقف سيطرة كلية.
الحركة القومية: يجب تنشيط الحركة بواسطة الاجتماعات والخطب والأحاديث وقراءة مقالات خصوصية للاجتماع مما نشر في الزوبعة وفي سورية الجديدة والمناقشة فيها لتفهّم مغزاها.
الدستور: تمّ طبعه ولكن وَجدتُّ فيه أغلاطاً توجب إعادة طبعه وسأرسل نسخاً منه إليك وإلى مينس.
بلّغ الرفيقين فؤاد لطف الله وغالب صفدي سلامي فأنا لا أنساهما، ولكن أشغالي الكثيرة وأنا وحيد بلا معين تمنعني من مراسلتهما بصورة مستمرة ولكن سأكتب في أول فرصة.
سلامي لك وللرفقاء. ولتحيى سورية .
بعد: فيما يختص بأمر سفري لزيارة البرازيل هذا لا يزال في طور التصميم ويتوقف على المعاملات القانونية هنا. أما كيفية خروجي من البرازيل فكانت بوجوب مغادرتي البلاد بملء حريتي أي ليس طرداً ولكن بوجوب الخروج نظراً لوجود أدلة تفيد بأني خالفت قوانين البلاد بالقيام بأعمال سياسية ممنوعة. ولكن السلطة لم تظهر عداءً لهذه الأعمال.