3/7/1941
آخر مرة كتبت إليكم كانت منذ نحو ثلاثة أشهر وبالبريد الجوي. ووعدتكم بإرسال منهاج المؤتمر الذي قررت عقده. ثم وردني كتاب منكم يفيد عن حصول اختلافات داخلية بين بعض الأعضاء وقيام واحد يتهمكم بأمور تتبرأون منها. وبينما أنا أحاول إنهاء بعض الأعمال لأتفرغ لمراسلتكم في الأمور الهامّة المطلوبة منكم وللنظر في الخلاف الذي حصل، حدثت هنا أمور استوجبت توجيه كل اهتمامي، وبعد السفر إلى فرقمينة لإلقاء المحاضرة الأخيرة اضطررت بعد عودتي للقيام برحلة مستعجلة إلى مناطق الداخلية للنظر في أمور هامّة واستغرقت الرحلة نحو شهر. ثم أخذت الدلائل تدل على قرب وقوع حوادث خطيرة في الوطن فانصرف اهتمامي إلى المخابرات في هذه الناحية وليس في مكتبي مساعد كتابي أكلفه وضع الأمور التي أفكر بها. حتى الرفيق جبران مسوح مرض في الأشهر الأخير وترك حملاً كبيراً.
لماذا انقطعت عني La Tempestad
مع كل ذلك فقد توقعت ورود أخبار جديدة منكم ولكن على غير طائل. فاستغربت الأمر جداً. لأنه إذا كان المكتب الأعلى لم يخابركم فهو ليس مسؤولاً تجاهكم، وعدم مخابرته لا تمنعكم ولا تجوز لكم التمنع عن القيام بواجباتكم وإرسال التقارير والأخبار في حينها، فإنّ الدوائر العليا قد يعرض لها أمور ليست في علم الدوائر الدنيا. فالنظام يقضي بتتميم الواجبات بصرف النظر عن موقف الدوائر العليا.
وقد وردني كتاب من الأمين فخري معلوف يفيدني بأنه لم يستلم كتاباً قط منكم في شأن ماكنة كتابة سورية . وكنتم ذكرتم لي في كتاب سابق أنكم كتبتم إليه تخابرونه في أمر ماكنة وتطلبون منه أن يخبركم كم تكلف واصلة إليّ.
ولاحظت من المبلغ الذي أرسلتموه في أول مارس/أذار الماضي وهو 100 دولار، أنّ هذا المبلغ لا ينطبق على 700 ريال مكسيكي التي قلتم إنها كانت موجودة في صندوق المنفذية، وطلبت منكم إرسالها كلها، فأريد معرفة السبب، وماذا حصل فيما بعد في أمر الاشتراكات الحزبية؟ الظروف الحاضرة توافق لعقد مؤتمر واسع وإذا كانت عندكم الاستعدادات اللازمة. خابروني لأهتم بهذه الناحية.
تأخر قيام الزوبعة بحملتها في سبيل المسجونين بسبب اهتمامها بمحاربة أباطيل أعداء القضية، والآن قد فرغت من القسم الأكبر، وكان آخرهم إيليا أبو ماضي صاحب السمير. فأريد معرفة أخباركم بسرعة. سلامي لكم وللرفقاء العاملين.