بوينس آيرس، 9/7/1941
عزيزي الشيخ نعمان ضو،
كم كنت أود أن أكتب إليك قبل الآن لأطمئنك عن وصول هداياك الجميلة وكتبك. ولأهنئك بمقالتك1 الجيدة التفكير، الصحيحة الشعور، المخلصة للقصد، ففيها الروحية القومية الصحيحة.
إني آسف جداً أن يكون معكرو المياه للاصطياد قد شوشوا الأذهان، وصمّوا الآذان، عن سماع نداءاتي المكررة من قبل نشوب الحرب الحاضرة حتى مدة قليلة، التي قصدت منها تنبيه الشعب إلى الأخطار المقبلة ووجوب تقرير السير على خطة منظمة مرتبة لهدف واضح، فجاءت الحوادث الأخيرة التي كنت أتوقعها، وأكرر تنبئي بها، فإذا الرأي العام مبلبل بمؤامرات ومؤتمرات مالية ودينية وشخصية، الخ. حتى لا فائدة في هذه الظروف من توجيه أية كلمة رسمية إلى الشعب، لأنّ صيحات النفعيين تملأ الجو وتعلو حتى على أصوات المدافع الداوية والمحركات الصافرة أو الهازمة. ولكن الساعة التي يجب أن يسمع فيها الشعب صوتي لا بد آتية. والأمور مرهونة بأوقاتها.
الحوادث الأخيرة لم تغيّر شيئاً جوهرياً في وضعية الوطن. فهي كلها نتيجة أغراض حربية. وهي ليست الحوادث الأخيرة، فستأتي غيرها بعد مدة غير بعيدة. ويا ليت تحصل انضمامات كثيرة للعمل الجدي لنستطيع القيام بأعمال كثيرة هامّة.
المبلغ الذي أرسلته وصل في حينه وقبضته. ولا بدّ لي من القول إنّ إرسالياتك هي التي كانت أثبت من كثير غيرها. ولكن هذا أمر بسيط.
أتمنى أن تكون والعائلة بخير. قرينتي تشاركني بإهدائكم السلام. ولتحيى سورية .