7/9/1941
رفيقي العزيز إبراهيم طنوس،
تسلمت منذ أيام كتابك الأخير المؤرخ في 27 مايو/أيار الماضي، وسررت لمعافاتك وأسفت لما أصابك، فعسى أن تكون الآن قد حزت العافية التامة التي أقدّر أنك ملكتها بالاستناد إلى مقالك الأخير في سورية الجديدة بعنوان «التفكير الخاص»2. أريد أن أهنئك بهذا المقال.
المنفّذ العام لم يجب على كتابيّ الأخيرين إليه، ولا أعلم لسكوته سبباً. وإني أحب معرفة ذلك بسرعة، وقد كتبت إليه الآن كتاباً أستوضحه عن سكوته، وإني أرسله مع هذا الكتاب في البريد الجوي الذي يسافر ليل غد.
إنّ الأيام المقبلة قريباً ستطلب مني البتّ في أمور عملية تقتضي حالة واستعداداً يجب أن أقف على مبلغهما. وسيكون من دواعي الأسف لي أن يكون المنفّذ العام قد أساء فهم توجيهاتي الإدارية الأخيرة، أو تأثر تأثراً معكوساً من دراسة «جنود الخلود» في المسيحية والإسلام، وإظهار بعض الحقائق التي يحب «المؤمنون» رؤيتها. في كتابي إلى المنفّذ العام أطلب منه وصف الحالة والموقف. وقد ذكرت له أنه بعد تسلمي جوابه قد أسأله مثل هذه الأسئلة: كم هو عدد القوميين الذين يمكن الاعتماد الكلي على استعدادهم لترك أعمالهم والسفر إلى الوطن، أو إلى أية وجهة تعيّن لهم؟ هل تقدرون أنتم والمذياعان العامان [إبراهيم] طنوس و[وليم] بحليس على القدوم إلى الأرجنتين أو إلى حدودها لمدة وجيزة بقصد إجراء مقابلة معي للنظر في مسائل هامّة؟
إني كلما نظرت إلى الموقف السياسي وما يتطلبه وإلى بطء أعمالنا وحركتنا ونقص استعداداتنا الروحية والمادية انتابتني ثورات نفسية عظيمة. وقد تعرض لنا فرصة عقد مؤتمر في مكان ما في أميركة أو أوروبا لتثبيت مركزنا في السياسة الإنترناسيونية والحصول على فوائد قد تكون فاصلة، فما هي الموارد التي يمكننا الاعتماد عليها، وما هو استعداد الأشخاص؟ وهل تُنال الحرية بالمقالات والآراء؟
هل لك أن تكتب بهذا المعنى إلى الرفيق فؤاد لطف الله وتقول له إنّ مثل هذه الخواطر جالت دماغك وتصورت أنّ الزعيم قد يطلب من بعض المسؤولين والذين يمكن الاعتماد عليهم القيام بمجهود لعقد مؤتمر تبث فيه خطط هامّة، وأنت تحب أن تعرف كيف يفكر القوميون النابهون في مثل هذا الأمر؟
عسى أن تكون والعائلة بخير. سلامي لكم وللرفقاء. ولتحيى سورية .
بعد: بعض المشتركين في مينس أرجعوا الزوبعة لعدم رضاهم عن مقالات «جنون الخلود» والحملة على رشيد الخوري وشكيب أرسلان. فما هو مبلغ هذا التأثير في الأوساط القومية.
سرّني جداً انضمام يوسف أسعد غانم، فهو كان أحد معارفي، وكنت أعهده غير بعيد عن إدراك حقيقة النهضة ومراميها. ذكّره بوجوب الكتابة إليّ لكي أوجهه. إنّ مقالاته بتوقيع «ابن اليوم» تدل على روحية حسنة.