15/9/1941
رفيقي العزيز وليم بحليس،
تسلمت أمس رسالتك الأخيرة المؤرخة في 11 سبتمبر/أيلول الحاضر. واليوم تسلمت نسخة واحدة مرسلة بالبريد العادي بدلاً من 10 نسخ من العدد الأخير من سورية الجديدة، مع أني لاحظت أنه كتب بحبر أحمر على الزنار «10 نسخ».
كتب إليّ الرفيق إدوار [سعاده] وقد تسلم كتابي إليه.
أشخاص: أعتقد أنّ الذي يجعل أنطون جراب يتردد هو شيء من الإعجاب بالنفس وعدم معرفة «المركز» الذي يناله. فالعقلية القديمة لها طرق تفكير واحدة، وأنطون جراب منها. وإنما هو أحسن من الذين ضمتهم «الرابطة» وقد تكون هذه أفسدته. وأظن أنك تتمكن من الوقوف على شيء من تفكيره من الدكتور عبده جزرة. وقد يكون تأثر من الحملة على «الرابطة» التي هدمت صروح الأوهام عن «بطولة» هذه الفئة في «الدفاع عن الاسم السوري». فإذا لم يكن منه أمل فاتركه، ولكن يوجد في سان باولو عدد من الشبان الذين لم يسبق لهم التورط في السياسة فيجب البحث عن هؤلاء. والسيد فؤاد داغر كان اهتم حين كنت في سان باولو، وهو يتردد على محل السادة [فؤاد] لطف الله في شارع 25 مارس، ومن هذا المحل أرسل إليّ كتاباً قصيراً ضم صوته إليه شاب آخر نسيت اسمه الآن والكتاب الآن مع الأوراق المخبوءة في هذه الظروف ولا وصول إليه بسهولة. وأعتقد أنّي لم أجب عليه لضيق الوقت. والرفيقان فؤاد وغالب [صفدي] يعرفانه. أما السيد فيليب [لطف الله] فقد انضم سابقاً إلى حزب أنشأته بعد تركي «الرابطة». ولكني أظن أنه أحد الذين لم يبقَ أمل في جعلهم مثاليين (إيدياليست). فعلى ما يظهر أنه يهمه النجاح، أو عدم النجاح، أكثر مما يهمه اعتناق الفكرة والعمل لها بإيمان كالرفيق غالب. ولكنه شخص مفيد ويمكن، على ما أظن، أن تتعدل نفسيته بانضمامه واندماجه بعناصر مثالية. ويخشى عليه من كثرة اتصالاته ببعض المتمولين الذين يؤثرون على موقفه وقد لا يحب أو يتمكن من مخالفتهم كالسيد فارس نمر وغيره.
اجتماع: سرّني جداً الاجتماع الخماسي في بيت الرفيق [إلياس] فاخوري. وأتمنى أن تزداد هذه الاتصالات، فمنها يتولد الفهم المتبادل وتتثبت الثقة. وإذا شعرت من الرفيق فؤاد ميلاً إلى وضع يده في العمل في هيئة منتخبة، فأكون مسروراً بتولّيه إدارة هذه الهيئة.
السيدان بندقي: ما كتبته إليك في صدد هذين الشخصين ليس مبنياً على أمل بحسن طويتهما ولا على عدم تقدير إساءتهما. وإنما هو لعدم إعطائهما سلاحاً جديداً يستعملانه بالطرق الملتوية. وأنت يبقى موقفك موقف من لا يرى غير النظام. وما أشرتُ به يجعل المسؤولية عليهما في كل أمر جديد يصدر عنهما.
مديرية: سرّني تأسيس مديرية جديدة في مدينتي مكوكة وسان جوزة وريو فاردو. وإني أعيّن الرفيق سليم آغا مديراً. وإذا كان المنفّذ العام لمينس هو الذي باشر العمل فيحسن أن يعيّن الأعضاء الآخرين حسب صلاحيات وظيفته. هذا باعتبار هذه المديرية تابعة لنطاق المنفذية. أما إذا أمكن إنشاء منفذية في سان باولو فتعود هذه المديرية إلى منفذية سان باولو. وإذا كنت أنت باقياً في سان باولو فلا أرى مانعاً من اعتبار هذه المديرية تابعة لصلاحيات مفوضية سان باولو مؤقتاً ريثما يتضح الموقف. وفي هذه الحالة أثبت أعضاء هيئة المديرية واجعلها تابعة لسان باولو.
الأوراق: إذا كان جميل الصفدي عاد إلى سان باولو فيجب الاهتمام باستعادة الأوراق منه. ولا تنسَ فرصة إرسال مجموعة الجريدة والمجلة. ولائحة أسماء مشتركي سورية الجديدة للزوبعة. ولتحيى سورية .
أخذت علماً بعنوان السيد إبراهيم عطاالله وستُرسَل إليه الزوبعة.a