بوينس آيرس، 27/9/1941
رفيقي العزيز كامل عواد،
تسلمت كتابك الأخير الحاوي صكاً على المصرف السوري اللبناني بمبلغ ألف وثلاثة وتسعين «فاسس» أو ريالاً أرجنتينياً، الألف منها تبرعات حسب قائمة في ذيل الكتاب في عداد أسمائها السيد نجيب ندره الذي كان رفيقاً قومياً.
إنّ المبلغ الذي تبرعت به أنت هو الوحيد اللائق بالأمر كالذي نحن بصدده للذين يقدرون عليه. ولهذا السبب أحب أن تعلم مقدار الارتياح ومبلغ التقدير لاستعدادك الشخصي العملي، وأن تبلّغ المتبرعين شكري وثنائي الخاص إلى الذين عملوا حسب مقدرتهم. وأما السيد نجيب ندره فنظراً لما آل إليه أمره من الوجهة النظامية فعمله يستحق المدح، مهما كان المبلغ الذي تبرّع به. وعسى أن يتمكن من التغلب على الضعف الروحي الذي ظهر منه.
وبما أنك اطلعت على كتابي إلى السيد عبود سعاده فأقول إنّ ما عناه السيد سعاده «بالكم ريال» كان ثلاثمئة منه ومئة من ابنه السيد خليل سعاده يضاف إليها مئة من الرفيق يوسف الغريّب دفع منها خمسين ووعد بإرسال الباقي. فيكون مجموع ما ورد من التبرعات ألفاً وأربعمئة وخمسين ريالاً أو «فاسس» أرجنتينياً، وجميعه من كوردبة وتوكومان ونحو الثلث فقط من كوردبة ولكنه من ثلاثة أشخاص فقط. أما سانتياغو فلم نسمع منها شيئاً فهذا المبلغ زهيد ويكاد المرء يحار في كيفية نفقته والاستفادة منه. فإذا لم يرد شيء أو كمية حسنة في القريب العاجل فلا أرى وجهاً للاستفادة من هذا المال إلا في أمر الزوبعة، فحتى الآن كان الرفيق [جبران] مسوح يسد عجزها، لأنّ ما يرد من إعلاناتها يكفي لسد نفقة الطبع فقط لاثني عشر عدداً أو أقلّ وما يرد من المشتركين لا يقوم بنفقة الأعداد الباقية للسنة.
وسأكلف الرفيق مسوح حالما تتحسن صحته بوضع موازنة الجريدة، وهذا العمل في حد ذاته صعب بعض الصعوبة، لأنه لا يوجد للجريدة إدارة حسابية ثابتة والرفيق جبران يتغيب كثيراً في توكومان. وضبط إدارة الجريدة بكل دقة يحتاج إلى موظف ثابت. وتنظيم الجريدة تنظيماً عالياً يحتاج إلى رأسمال.
قد دفعت من المال الوارد حتى الآن، مئتي وسبعة وسبعين فاسس للجريدة، لأنّ الرفيق [جبران مسوح] كان قد دفع مؤخراً مبلغ خمسمئة فاسس وهي دين عقده حين كان هنا المرّة السابقة. وقد يكون سدّد هذا الدين من الإعلانات ولكن يبقى ما دفعه من جيبه فوق ذلك. وعلى كل حال يجب أن يجرى حساب لهذه المسألة.
إنّ النتيجة المالية القليلة تحزنني حين أتأمل حالة الرفقاء في الوطن والمهمات التي يتطلبها الموقف. والظاهر أنّ هذا الجيل مصاب بلعنة لا برء له منها. سلامي لك وللعائلة وللرفقاء. ولتحيى سورية .