إلى وليم بحليس

ما بين 6 و18/10/1941


رفيقي العزيز وليم بحليس،
تسلمت كتابك أمس، وسرّني اهتمام الرفيق فؤاد الذي أعتقد، وأريد أن أظل أعتقد، أنه يفيد ليس فقط بمساعداته المالية، بل بحميته وعمله أيضاً، وقد يفيد أكثر من هذه الناحية، لأنّ نتائجها الروحية والمادية تكون أوسع.
وضعت له أمس كتاباً مسهباً بالبريد العادي يقع في 11 صفحة كبيرة من أوراق رسائل الجريدة. وقد عالجت فيه ما ورد في كتابه أكثر مما عالجت كيفية العمل بتحريك العناصر والهمم. فقبل كتابة مسهبة في هذه الناحية سأنتظر نتائج جس النبض التي يقوم بها وسماع الآراء التي يمكن أن تصل من بعض الأوساط، وحينئذٍ أعطي التوجيهات الموافقة والعلاج العملي. ولم أكن كثير الليونة في كتابي إليه، لأنه وردت في كتابه ملاحظات لم يكن بد من إعطاء جواب قوي، حاسم عليها، خصوصاً مسألة «الطاعة العمياء» ومسألة «الانتقاد» على أنّ القوميين الذين يكتبون ويذيعون يتحدثون عن شخصية الزعيم أكثر مما يتحدثون عن القضية نفسها. وهي انتقادات رامية إلى التفريق بين القضية وشخصية الزعيم، وهي غير صحيحة ولا مبنية على الواقع. وكلها مسألة «ضيق عين» أو حسد لا غير، وليس فيها حسن نية ويجب محاربتها.
أسماء المشتركين: لا أزال أنتظر لائحة أسماء مشتركي سورية الجديدة ونتائج الاهتمام بتأمين تكبير الزوبعة، فيجب عدم الإبطاء في إرسال الأسماء مهما يكن من أمر سورية الجديدة واحتمال عودتها جريدة سورية بلغتها والاهتمام بالزوبعة أصبح ضرورياً لكي لا نتأخر في ميدان الإذاعة.
أنطون سركيس: هذا المواطن اهتدى إلى عنوان الرفيق مسوح وكتب إليه منذ مدة وجيزة، يقول إنه راسل سان باولو وأظهر غيرة على القضية ورغبة في الانخراط، ولكن لم يعتنِ به أحد، فكتب إليه الرفيق مسوح وشجعه وأعطاه عنواني فكتب إليّ مبدياً رغبته في الانخراط ويطلب مبادىء وتعليمات وليس لديّ وقت لأجيبه. الرجل بسيط اللغة ولكنه حي القلب ويجب الاهتمام به فاكتب إليه واعطه ما يلزم وهذا عنوانه:
Sr. Antonio Sarquis
Praça C.el. Ieite, 18
Carlapolis-Paramà
العمل المقبل: إنّ الظروف السياسية الإنترناسيونية الحاضرة توافق حركتنا كل الموافقة، وجميع الحوادث الأخيرة التي حدثت سواء أفي الوطن أم في جبهات الحرب هي في مصلحتنا وتعطينا فرصة ثمينة يجب اغتنامها. هي فرصة كنت أتوقع مجيئها وأود أن لا تفوت. وليس بيننا وبينها غير مبلغ من المال يساعدنا على اتخاذ الخطوة الأولى، ولم أكن أجد وسيلة إليه ولكني اتخذت بعض الخطوات وقد تأتي بشائر بحل الأزمة وإمكان القيام بالمسعى.
قد حان الوقت أن يعرف العالم أنّ الحركة السورية القومية هي الوحيدة التي تعبّر عن إرادة الأمة السورية وآن الأوان لنجعل إرادتنا تقرر كل شيء يتعلق بنا وبمصيرنا، وإني أرى إمكانية تغيير وجه التاريخ غير بعيدة.
وقد وطدت العزيمة على عقد المؤتمر القومي في أوروبا، إذا أمكن، وأعتقد أنه ستذلل الصعوبات لذلك. وفي هذه الحالة فقد أدعوك لتكون بين المشتركين في المؤتمر والسفر إلى أوروبا في خلال مدة لا تتجاوز شهرين. وقد يكون سفرك بمعيتي وقد يكون المنفّذ [نجيب] العسراوي معنا وقد كتبت إليه في ذلك. إنّ الخطوة واسعة وقد يكون وراءها الجهاد الفعلي من أجل القضية المقدسة. ولست مستعداً للتساهل الكثير في الموانع الخصوصية. إنها محاولة خطيرة ويجب وضع ما أمكن من القوة فيها.
لذلك أطلب منك البحث مع الرفيق غالب [صفدي] أيضاً وإذا كانت له رغبة في الاشتراك فيكون حسناً.
وإذا أمكنكم القيام بمسعى مستعجل لتأمين ولو مبلغ من المال لعلنا نحتاجه في هذا السبيل فلا تتوانوا.
ليكن جوابك بدون إبطاء. ولتحيى سورية .
[غير مؤرخة في الأصل].

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.