18/10/1941
رفيقي العزيز ساسين ساسين،
كتبت إليك الأسبوع الماضي وأعود إلى الكتابة الآن لإيضاح بعض أمور وردت في كتابي السابق الذي كتبته في عجل، وأخشى أن تكون بعض المسائل التي عرضت لها جاءت بشكل ثنائي المعنى مما قد يؤدي إلى التباس.
أهم ما أريد إيضاحه هو أمر مالية المؤتمر. فقد ذكرت لك أني لم أرَ في كتاب السيد [أنريكي] رافلس إليك أي اقتراح يحل هذا الأمر. وما عنيته بذلك ليس أني أنتظر مخابرة السيد المذكور في هذا الصدد، فهذه مسألة تعني الحزب فقط، ولكني عنيت أنّ السيد المذكور لم يعرض من ناحيته أية ضمانات في هذه الظروف الاستثنائية يصح الاستناد إلها. ولذلك أحب أن تعلم أنّ هذه النقطة ليست مما يجب أن تخابر بها السيد رافلس، فتكتفي بإظهار النقاط الأخرى وأهمها نقطة انقطاع رسائله عني، الأمر الذي جعلني أشير على لجنة المؤتمر بالتربص خصوصاً، إذ لم يعد ممكناً التفكير بعقد المؤتمر في بقعة أميركية نظراً للظروف الحاضرة.
وقد قلت لك إني سأنتظر رسالة من السيد رافلس قبل أن أفكر بالكتابة إليه، لأنّ كتابي السابق إليه لا يزال قائماً. وكم كنت وددت أن تكون المراسلة بيننا استمرت لتمهيد الأمور السياسية، فيكون قدومي إلى إسبانية مناسباً للشروع في تأسيس علاقات متينة تفتح مجالاً واسعاً للتعاون بين نهضتينا.
مع ذلك فقد كتبت الأسبوع الماضي إلى الفروع في البرازيل والمكسيك والولايات المتحدة، وإني أنتظر الأجوبة التي قد تحمل وجود الحل المالي لنفقات السفر ذهاباً وإياباً. ولو أنّ مسألة المؤتمر تقررت نهائياً السنة الماضية لما كانت عرضت المسألة المالية، لأنّ المساعي كانت قد توصلت إلى إعداد قسم كبير. ولكن عدم البتّ في المؤتمر في ذلك الوقت، وحصول تطورات جديدة، وحدوث أمور أوجبت اهتمامنا في نواحٍ أخرى، جعلنا نحوّل ما كان مقرراً للمؤتمر إلى جهات أخرى، وهذا هو السبب في نشوء هذه الصعوبة.
في كل حال أطلب منك أن تبلّغ السيد رافلس سلامي وتقول له إني طلبت من لجنة المؤتمر، التي كانت توقفت، العودة إلى الاجتماع ودرس إمكانية عقد المؤتمر في مكان ما من إسبانية، وإني سأنتظر مطالعة اللجنة قبل البتّ في عقد المؤتمر. فإذا كانت مطالعة اللجنة أو تقريرها مشتملاً على ما أراه موافقاً، مع حصول الاحتياطات الأخرى، فحينئذٍ أكلفك تبليغه أسماء الذين سيشتركون في المؤتمر لترسل حكومته التعليمات اللازمة للمعاملات القنصلية.
وفي حال ذهابي أنا فإني سأطلب أن أحوز الصفة الدبلوماسية لجميع المراسلات التي تردني، والتي أرسلها إلى الخارج، فلا تمرّ على المراقبة ولا تتعرض للتأخر الذي يمكن أن يجلب أضراراً في هذه الظروف المستعجلة.
ومهما يكن من أمر انعقاد المؤتمر فأريد أن تبلّغوا السيد رافلس رغبتي الشديدة في الوصول إلى تعاون واسع بين نهضتينا يشمل أغراضاً متبادلة ومشتركة.
سلامي لك وللقوميين. ولتحيى سورية .