صدر عن مكتب الزعيم، 9/12/1941

إلى المنفّذ العام لمنطقة سان باولو القومية
سلام سوري قومي،
بناءً على المعلومات الواردة في كتابكم الأخير المؤرخ في أول ديسمبر/كانون الأول الحاضر المتعلقة بحالة مديرية سان باولو وحوادث بعض أعضائها أطلب منكم اتخاذ التدابير التالية:
1 ـ بلاغ الزعيم إلى مديرية سان باولو: تبلّغون مدير مديرية سان باولو وجوب دعوة جميع أعضاء المديرية إلى اجتماع عام الغرض منه سماع بلاغ من الزعيم. والتشديد على الأعضاء بوجوب الحضور واعتبار التغيّب إخلالاً بالنظام إلا لعذر أكيد، كمرض أو سفر مستعجل. ويجب تبليغ الأعضاء موعد الاجتماع ومكانه ضمن مهلة معقولة والتّثبت من أنّ الجميع تبلّغوا. وتحضرون هذا الاجتماع بنفسكم ومعكم البلاغ المرفق بهذا الكتاب. فتفتتحون الاجتماع باسم سورية وسعاده، حسب الأصول النظامية المرعية في فروع الحزب ودوائره. وتلقون كلمة تمهيدية على الأعضاء تبيّنون فيها أنّ المسؤولية الإدارية التي تتحملونها تجاه الزعيم حملتكم على اطلاع معاليه على بعض الحوادث التي جرت مؤخراً ضمن نطاق المديرية خشية أن تؤدي هذه الحوادث إلى ذيول غير حميدة في المستقبل ويكون الزعيم غير عارف بأسبابها. وإنكم رفعتم المعلومات التي عندكم إليه لكي يتمكن هو، المرجع الأخير لجميع شؤون الحزب، من تدبير الأمور بمعرفته وإعطاء التعليمات والتوجيهات التي تضعكم جميعاً على المسلك الواضح الذي رسمه وخطّطه. وبناءً عليه تلقيتم من معاليه بلاغاً شاء الزعيم، لعظيم محبته للرفقاء وعنايته بهم وبسلامة الحركة القومية، أن يوجهه إلى أعضاء مديرية سان باولو ليكونوا على بيّنة من نظرة إدارة الحزب العليا إلى الأعمال ضمن النظام، فيسّهل لهم ذلك معرفة ما ينتظره الزعيم من كل عضو نظامي في العمل القومي. ثم تتلون البلاغ بالرصانة والجد اللائقين بأهميته.
2 ـ دستور الحزب: إذا لم يكن قد قرىء الدستور على الأعضاء يقرأ في هذا الاجتماع بعد البلاغ ويشار بنوع خاص إلى قَسَم العضوية، وإلى المادة الثامنة (ص 3) التي تبيّن للأعضاء حقوقهم في إبداء الرأي وكيفية ذلك، وإلى المادة الرابعة عشرة التي تنص على قسم الوظيفة الذي على الموظف أو المسؤول الإداري أن يتقيد به. وتؤجلون قراءة المراسيم الدستورية إلى اجتماعات أخرى.
3 ـ إباحة الكلام للأعضاء: بعد الفراغ من تلاوة بلاغ الزعيم ونص الدستور من الصفحة الأولى إلى آخر الخامسة، تعلنون للأعضاء أنكم تفتحون باب الكلام لهم، وأنّ فتح هذا الباب لجميع الأعضاء يكون لحصول بعض هذه الفوائد:
أ ـ أن يتمكن الأعضاء من الاستيضاح عما أغلق عليهم فهمه فيوضح لهم رئيس الاجتماع (المدير أو المنفّذ العام) ما من صلاحيته إيضاحه وما عنده علمه. وما لا علم له به يخبر المستوضح أنه يأخذ علماً به ليعطيه جواباً عليه في اجتماع آخر بعد أن يدرس المسألة أو يراجع بها أو يرفعها إلى مقام أعلى لينظر فيها. ويُدوّن هذا الأمر ويُعمل بهذا التفصيل.
ب ـ سماع آراء الأعضاء واقتراحاتهم ومعلوماتهم وتدوين المفيد منها لتتبناه الإدارة أو لتستخرج منه درساً.
ج ـ تقوية الروابط الفكرية والشعورية بين الأعضاء ورفع معنوياتهم بإعطائهم هذه الفرصة للمساهمة بطريقة نظامية بتكوين نفسية سورية قومية موحدة.
د ـ تمرين القوميين على التكلم بنظام واحترام في أمور مفيدة عملياً لتقدم الفرع وعضد الإدارة الحزبية في تدابيرها لخير القضية القومية المقدسة.
ملاحظة: إنّ الاجتماعات العامة في المديريات ليس لها صفة جلسات تعقد للنظر في الأمور والتدابير الإدارية التي يحسن اتخاذها، بل أهم أغراضها أن تكون واسطة لتوثيق العلاقة بين الإدارة والأعضاء، ولاطلاع هؤلاء على سير الحركة ولسماع معلوماتهم وآرائهم، ولدرس العقيدة القومية ومقابلة النظريات المعاكسة عليها ليثق الأعضاء بقوة مبادىء حزبهم وتفوّقها. وهذه النقطة الأخيرة هي من أهم الأغراض فيجب أن يعدّ المذيع مجموعة مقالات قومية هامّة يفرزها من مقالات الزوبعة أو سورية الجديدة ويقرأ في كل اجتماع واحداً منها، ويطلب من الأعضاء إبداء آرائهم وملاحظاتهم على الأفكار الواردة فيها، وما شاكل من الأمور الإذاعية. ويجب، في كل ذلك، المحافظة على نظام دقيق للمحادثات والكلام. فلا يجوز أن يتكلم عضو فوراً بدون طلب رخصة من الرئيس ويجب أن لا يسمح لمتكلم واحد بالكلام أكثر من مرتين. وكل كلام جديد من متكلم سابق إذا لم يكن حاوياً إيضاحات جديدة لم ترد قبل، يجب منعه ليعطى حق الكلام لغيره.
4 ـ كتاب الزعيم الإداري إلى الرفيق فاخوري: يصل مع هذه الرسالة كتاب موجّه من الزعيم إلى الرفيق إلياس فاخوري فيه لفت نظر هذا الرفيق إلى أغلاطه النظامية والمشاكل الإدارية التي تولدها ودعوة إليه للتقيد بالنظام. فعليكم أخذ نسخة منه لتبقى في سجلات المنفذية وإبلاغ مكتب الزعيم نتيجة وَقْع الكتاب على العضو المذكور.
تعليمات: نظراً لانتهاء مهمة إدارة سورية الجديدة التي ألقيت على عاتقكم، ولأنّ قيامكم بها كان بتكليف من الزعيم فإني أنتظر منكم تقديم تقرير كامل بمدة عملكم وأهم أدوارها، وببيان سير الجريدة وحساب منفصل لنفقاتها وإيراداتها الشهرية وكيفية سد العجز. ويعرض هذا التقرير على الرفيقين غالب صفدي وإدوار مقدسي ليضع كل منهما شرحاً خاصاً عليه وعلى الرفيق فاخوري، إذا عاد إلى النظام. وهذه الشروح لها صفة مطالعة إفرادية، لا صفة مطالعة لجنة. ويكون ذلك في مدة شهر من تاريخ وصول هذا الكتاب.
المبلغ المرسل من ريو: إنّ مبلغ الألف ملريس المرسل من مديرية ريو دي جانيرو إلى مكتب الزعيم بواسطتكم يجب أن يرسل في أول فرصة بدون تأخير. فالحاجة إليه ماسّة.
الأوراق الموجودة في حوزة المدعو جميل صفدي: عليكم ملاحقة قضية هذه الأوراق حسب التعليمات السابقة وبكل الوسائل الممكنة. وفي كل تقرير ربعي عن أعمال منفذيتكم يجب أن يكون محل لبيان المساعي التي قمتم وتقومون بها لاسترجاع هذه الأوراق.
التقرير الربعي: يجب أن تبلّغوا جميع المديريات التابعة لمنفذيتكم وجوب وضع تقرير كل ثلاثة أشهر ابتداءً من تاريخ تأسيس المديرية ورفعه إليكم لتستندوا إلى هذه التقارير في وضع تقرير منفذيتكم ورفعه إلى الزعيم. والتقارير جميعها يجب أن يشتمل كل منها على سير الأعمال الإدارية والإذاعية والنظامية في المنطقة المقرر عنها والمالية أيضاً.
ظروف الحرب: بمناسبة الظروف الحربية الجديدة تتخذون التدابير التي ترونها مناسبة لحفظ وحدة الصفوف واتّقاء الطوارىء. وإذا أوجبت هذه الظروف إيجاد الرقابة على المراسلات مع الخارج توقف الرسائل الرسمية ويقتصر على الاتصال الشخصي بدون ألقاب ورتب وعلى أسلوب الاختصار والتلميح. ولتحيى سورية .