30/12/1941
رفيقي العزيز وليم بحليس،
في التاسع من شهر ديسمبر/كانون الأول الحاضر كتبت إليك خصوصياً وإدارياً، ووجهت بلاغاً إلى أعضاء مديرية سان باولو، ونظرت في أمر الرفيق [إلياس] فاخوري. وموعد وصول البريد إليك كان بين 15 و16 من الشهر المذكور، لأني أرسلت الكتب بالبريد العادي نظراً لطولها وتعددها. وكان يجب أن يبلغني خبر وصولها قبل اليوم لأطمئن واعلم أنّ العمل بما ورد فيها سيجري. ولمّا كان غداً آخر الشهر وفي صباحه تسافر طيارة بطريق البرازيل رأيت أن أرسل هذا الكتاب الصغير لأثبت لك الكتب المرسلة ولأذكّرك بوجوب إخباري بسرعة عن وصولها.
وبهذه المناسبة أقول لك إنه عندما تردك رسائل ذات أهمية، ولكن إعطاء النتائج المطلوبة فيها يقتضي وقتاً طويلاً، فمن اللازم إعطاء علم وخبر في الحال من غير انتظار إعداد النتائج.
وأذكّرك كذلك، أنّ ما أرسل الرفيق [جبران] مسوح يذكّر قوميــي البرازيل به لأجل مكتب الزعيم هو ضرورة وليس من الكماليات التي يمكن الصبر عليها. وقد جاء من البرازيل مؤخراً أحد أنسباء نديم عبود. ولكن إذا لم تكن هنالك فرصة لقدوم شخص آخر فيمكن التفاهم مع السيد أنيس راسي الذي صار له علاقات تجارية هنا على كيفية إرسال المال. وقد تسلمت من منفّذ مينس كتاباً يقول إنه حوّل إليك مبلغ ألفي ملريس (2000$) لترسل إليّ. وهذا المال ضروري وإني أنتظره، لأنّ الزوبعة ستحتاج إلى مال والورق قد ارتفع ثمنه وطبع أوراق رسمية للمكتب قد كلّف والبريد يكلّف والتنقلات في المدينة تكلّف والمدخول هنا قليل. فيجب الإسراع في إيصال المال الوارد.
أتمنى أن تكون الأمور الداخلية تسهلت أو انجلت. وجلاؤها على أي وجه كان يهمني أكثر من بقاء العلل والمشاكل، ولذلك جعلت كلامي صريحاً كل الصراحة ليعرف كل امرىءٍ حده وواجبه. وإنّ مهمتي الكبرى هي القيادة، وليس التمريض من الأعمال التي يمكنّي بذل وقت كبير فيها.
أتمنى لك سنة جديدة سعيدة أنت وعائلتك، وعسى أن يردني في مطلع السنة المقبلة بشائر التقدم منك. ولتحيى سورية .