12/3/1942

رفيقي العزيز وليم،
كتابك المؤرخ في 4 يناير/كانون الثاني الماضي، ومعه قائمة أكلاف الكتاب، تسلمته في حينه. وأجبت عليك بكتاب مسهب في 22 من الشهر عينه قبيل سفري إلى مدينة كوردبة. ثم تسلمت كتابك الثاني المؤرخ في 27 يناير/كانون الثاني وفيه تقول إنك لم تتسلم جواباً مني على كتابك الثاني، فلخصت جوابي الأول إليك في جواب ثانٍ أرسلته في 12 فبراير/شباط الماضي. ولم أعد أتسلم منك شيئاً. ولم أتسلم شيئاً من أخي إدوار بعد كتابه الأول، مع أني أرسلت إليه جواباً مع جوابي الأخير إليك. فترجّح عندي أنّ كتبي فقدت بطريقة من الطرق، وأنّ ذلك أوجد تردداً عندك في العودة إلى الكتابة. وأعود الآن فأعطيك أهم ما يلزم:
«جنون الخلود»: اقترحت أن يكون طبعه على نفقة بعض المتبرعين الآخرين كبيت أسعد، مثلاً، وأن يضيف فؤاد [لطف الله] مثل مبلغ أجرة الطبع فيحصل من ذلك مبلغ يمكّنني من شراء مطبعة للزوبعة وتكبيرها وزيادة أوقات صدورها، فتصير هامّة وضرورية لجميع الجوالي. وبواسطة المطبعة يمكن طبع الكتاب المذكور، ثم طبع كتب أخرى بتوفير كبير مع تأمين قوة الجريدة الضرورية، وسألت إذا كان جورج [بندقي]، يرغب في بيع أحرف الماكنة.
الفاخوري: قلت إني لا أجد وقتاً للماحكات وأمراض الأفراد النفسية، وكل ما أريده هو أن أخلص من المشاكل السقيمة التي لا وقت عندي لمعالجتها. فإذا كان [إلياس] الفاخوري يهتم بنفسه قبل كل شيء، فالأفضل إفهامه ما يطلبه منه الواجب.
مسألة كلام غالب [صفدي]: قلت إنّ غالباً يحب فؤاداً ويقدّره، ولا أعتقد أنه عنى تجريده من مواهبه. وكل ما أرى أنه جرى استعمال تعبير عادي ناقص لأداء معنى عملي. فالذي أراه أنّ غالباً قصد القول إنه بما أنّ اختصاص فؤاد هو في المال والشؤون المالية، وبما أنّ أهم ما يطلب الآن، عدا عن الآراء التي يساعد بها كثيرون، هو المال الذي يساعد به قليلون. وإنه ينتظر أن يساعد فؤاد في هذه الناحية قبل غيرها لأنها ضمن دائرة عمله واختصاصه.
كنت سررت لعزم فؤاد على زيارة بوينس آيرس، ولكن علمت أنه تأخر. ثم لم أعد أعلم شيئاً.
في أول مارس/أذار جرى احتفال هنا يصل خبره في الجريدة. وقد وردتني برقية تهنئة من ريو وكانت الوحيدة، عدا رسالة أرسلها إبراهيم [طنوس] إلى الجريدة، من البرازيل.
المال والاشتراكات: كلفتك إجراء كل معاملة لإرسال المال الموجود معك كله. ويمكن ذلك بواسطة السيد أنيس الراسي، فأكرر ذلك وأن يصير الإرسال بسرعة. وأطلب منك التشديد في وجوب دفع الأعضاء شهرياتهم وإرسال ما يجمع كل شهر من جميع الاشتراكات إلى هنا لسد النفقات. أتمنى أن تكون والعائلة بخير. سلامي القومي إلى الجميع. ولتحيى سورية .