15/3/1942
رفيقي العزيز الشيخ نعمان ضو،
تسلمت كتبك الثلاثة المؤرخة في 12 و26 فبراير/شباط و7 مارس/أذار ومع الأخير الحوالة المالية بمبلغ خمسين ريالاً أرجنتينياً التي اهتممت وبعض المحبذين بإرسالها إلى مكتب الزعيم، اشتراكاً الشعور وتأييداً للعمل القومي. فأود أن يصل شكري وثنائي إلى جميع الذين اشتركوا بهذه المناصرة التي، وإن تكن محدودة، لها فائدتها. كذلك أود أن يعلم الجميع وقع مشاركتهم بالشعور في نفسي.
ما حسبته بشأن هديتك الثانية هو الواقع، فإنها لم تصل والظاهر لغلط العنوان. أما الصناديق الخمسة التي طلبت إرسالها من السيد سلمان جابر فقد وصلت ولكن ليس على السيد جابر1، بل بواسطة Luis Pedro Vignale وعنوانه شارع توكومان 3439، كما هو موضوع على البطاقة التي وجدتها في البيت مع الصناديق التي وصلت وأنا وزوجتي في المدينة، إلا إذا كان السيد جابر يسمّي نفسه بهذا الاسم. ولكن الكتابة الدالة على الهدية مكتوبة بالإسبانية وموقعة بتوقيع وغنالي المذكور. والسيد جابر يظن أنه سياسي ودبلوماسي ماهر. وأما هديتك الثالثة المرسلة رأساً فقد وصلت سالمة وبحالة حسنة. وقد ذكرناك كثيراً حين أكل العنب اللذيذ ووددنا لو كنا نأكله معاً. وآسف أنّ كثيراً من الرفقاء والمهنئين لم ينالوا كثيراً أو شيئاً من العنب، لأنّ الاهتمام بالحفلة في صالون «أميركا» أخذ أكبر نصيب من وقت التهاني. وبعد الحفلة تفرق المحتفلون. فأرسلت بعض الصناديق الصغيرة إلى بيت الرفيقة إميليا [يونس]. وكان منتظراً أن يجتمع القوميون في بيتها ولكن الاجتماع تأخر. وقد ذكرت الهدية للرفقاء فشعروا بالسرور وفهموا مغزاها.
في كتابك المؤرخ في 26 فبراير/شباط ذكرت أنك كنت عازماً على كتابة مقال عن الإمارة والسيادة، وكان مقالي عن «انهيار دولة الألقاب» قد صدر في الزوبعة (انظر ج 6 ص 15) والظاهر أنك عدلت عن الكتابة في هذا الموضوع بعد وصول الزوبعة إليك، إذ تكون وجدته كافياً والحقيقة[...] أمر كان في نفسي منذ زمن وكنت أشعر أنه لا بدّ من قول كلمة صريحة نهائية[...] الناس نظرة الحركة القومية في هذه المسائل الهامّة وتنقشع عن الأعين غشاوة[...] وتخرج النفوس من دائرة الأوهام المضللة. وقصدي لم يكن تكرار ما كتبته الزوبعة فقط، بل إفهام الناس حقيقة هذه الأمور وكيف يجب أن ينظروا إليها نظراً جديداً فيتحرروا من السيادات الوهمية المفروضة عليهم بطريقة استبدادية وبغير حق.
لم أتمكن من الاهتمام بنفسي بإخراج قائمة مشتركي الزوبعة في سان خوان وما جاورها، لكثرة أشغالي الأخرى. وإني أنتظر أن يتمكن الرفيق إسكندر مسوح الذي استقر في هذه المدينة، من مساعدتي في هذا الأمر. وأظن أنه سيتمكن في عرض هذا الأسبوع من القيام بشيء من هذا التقبيل. وهذا أمر ضروري جداً لعمل الجريدة.
الحركة القومية تتقدم في هذه المدينة ببطء، ولكن التقدم محسوس والعناصر القليلة الجديدة هي عناصر ذات إيمان. وأنا قد تناولتها من الأول وأفهمتها الكثير مما يجب عليها فهمه، وإني أرى نظرة الجميع ترتقي تدريجاً تحت الدروس التي ألقّنها إياها. وفي هذا الأسبوع ينتظر انضمام ستة أشخاص جدد، بعضهم من البسطاء الطيبي القلب، وهذه عناصر جيدة حين يوجد من يعتني بها وبتدريبها. وإذا سارت الحركة على هذا المعدل فسيمكن إحياء «الجمعية» السورية الثقافية» وجعلها مركزاً لبث ثقافتنا القومية.
كم كنت أتمنى وزوجتي أن تكون وعائلتك بقربنا ومعنا في مثل هذه الظروف التذكارية، ولكن البعد لم يحرمنا أنس الاشتراك في الشعور، وهذا تعويض غير قليل.
أتمنى أن تكون والعائلة بخير، وأن تكون موفقاً في أعمالك. زوجتي تشترك معي في إهدائك والعائلة السلام الجزيل وأحسن التمنيات. ولتحيى سورية .
ملاحظة: ذكرت أنّ بعض المشتركين لا تصل إليهم بعض الأعداد. فالذين ذكرتهم في كتابك يجب أن يكتبوا إلى الإدارة لتعلم وتبحث عن السبب. ظهر في العلم العربي الأخير تعريض بك في كتابة صبيانية للرذيل المطرود خالد أديب، فلعلك وقفت عليه.