8/4/1942
رفيقي العزيز الشيخ نعمان ضو،
تسلمت كتابك الأخير المؤرخ في 26 مارس/آذار الماضي وقرأته بسرور، ثم تسلمنا صندوق العنب المرسل هدية في حينه. وقد وصل بحالة حسنة ووجدنا فيه تعزية عن عنب البلاد وكرومها. والكرمة هي غرس سوري الأصل، ولها صلة وثيقة بتقدم الحضارة من سورية إلى الغرب. وقد جعلت الكرمة رمزاً لهذا التقدم ولكرم طبيعة الكرمة في شعار الزعامة، في رمز النسر القومي الذي يحيط به غصنان من الكرمة وفي كل غصن عنقودان من العنب، إشارة إلى شعار الحرية والواجب والنظام والقوة. فشكرنا لك الهدية وتمنينا لك نجاحاً كبيراً أنت أهل له.
إنّ الاهتمام بأمثال حسين مداح حسن إلى حدّ. والذي أراه هو أنه من الواجب أن يعرفوا أنهم غلطانون في فهم الأمور، لا أن يحصلوا على ترضية لعنعناتهم. فإذا أردت إرسال مقال في صدد موضوع الإمارة وغيرها من الألقاب فالذي أجده صواباً هو متابعة الحملة على الألقاب البالية وغير الصحيحة التي تجعل بعض الناس فوق الشعب ينظرون إلى أفراد العامة نظرة الآمر إلى المأمور مع أنه لا حق لهم في هذه النظرة. وسواء أكانت السيادة أعز وأكبر من الإمارة أم لم تكن، فبما أنها اللفظة التي تطلق على العموم فهي اللقب الوحيد الذي يستعمل مع جميع المدنيين بدون فارق ولا تمييز. وهذا هو المقصود، وليس المقصود أن نُفهم أمثال حسين مداح أنّ أمين أرسلان أو غيره لا يزال أميراً، وإنما «إمارته» قد اتخذت اسماً جديداً. يجب على هؤلاء الناس أن يفهموا أنه لا أمير ولا كبير بالوراثة والانتحال، وأنه بين أبناء الأمة السورية جميعهم لا يوجد من هو أكبر من غيره إلا بأعماله وما يُولّى من عمل ضمن نظام[...] أما الأرستقراطية الزائفة فقد كلّفت أمتنا دماء غزيرة وثروة طائلة وقد محوناها من قاموسنا.
أنا وعائلتي بخير ونتمنى لك ولعائلتك أحسن النجاح وأفضل الانشراح. ولتحيى سورية .
بعد: مسألة الدكتور محمود وكتابه سأبقيها في ذاكرتي وأنتهز لها أول فرصة.