إلى نعمان ضو

 29/4/1942


رفيقي الصديق العزيز نعمان ضو،
وصلت هديتك الحاملة لنا لذّتين روحية ومادية، فلم نكن أقل سروراً بها منّا بالهدايا السابقة. فهذه الهدايا تعني لنا كأنك أنت نفسك تأتي إلينا ونسرّ بمرآك.
وصل إليّ كتابك في 16 و20 أبريل/نيسان الحاضر وحالما تسلمت الأول ذهبت إلى حيث صندوق العنب وتأملت الرموز التي عليه فوجدتها كما شرحتها وكنت مسروراً جداً، لأنّ الرموز أدلّ الأمور على نفسيات الشعوب. وقد وجدت رموزك سورية قومية خالصة تحمل بشائر مستقبل زاهر لوطننا.
تسألني في كتابك الثاني رأيــي في تصريحات الإنكليز وإمارة ابن السعود. فلا أرى في الأمر سوى عودة إلى اللعبة القديمة. فإنكلترة تعرف جيداً مدى تأثير خيال أحد أمراء العرب على ظهر حصان على عقول جماعة كبيرة في سورية وغيرها. ومن جهة أخرى فأولئك الأمراء ألْيَن عند المساومة نظراً لقلة علومهم ومعارفهم وإدراكهم الشؤون السياسية الاقتصادية.
أخذت مسألة قضيتك مع السيد سلمان جابر باهتمام. وبعد التفكير وجدت الأفضل سؤال ابن حمي جورج [المير]. فأنا أعرف بعض المحامين كالأستاذ سمعان موسى المعروف هنا والأستاذ ألفرادو عازار. أما الأول فلا أرى الآن وجهاً للاتصال به بنفسي. وأما الثاني فأسمع أنه جيد وليس لي به اختيار. فخاطبت ابن حمي جورج وسألته الاهتمام. فأجابني أنه يعتمد في شؤونه على شخص أرجنتيني يحمل صفة «موكل» (بروكورادور) وأنه قدير وأمين. وهو يأخذ عشرين بالمائة على المبالغ التي يحصلها، ولا يتقاضى سوى ذلك ولا يطلب مالاً مسبقاً إلا حين يكون هنالك رسم طلب حجز وما شاكل فيأخذ قيمة طابع الضريبة فقط.
وقد أخذت رأي جورج في مسألة السيد جابر فقال لي إنه يرى حصول الأمور الآتية:
1 ـ أن يكون المال سندات.
2 ـ أن تكون السندات دخلت في[...] فإذا لم تدخل «البروتستو» تعتبر من قبيل «حساب جار».
3 ـ معرفة هل المديون صاحب أملاك، فإذا لم يكن صاحب أملاك يجب معرفة هل له مال مودع في مصرف ومع أي مصرف يتعامل، حتى يصير طلب الحجز على المال في البنك إلى أن يدفع.
إذا وجدت ذلك مناسباً أخبرني لأرسل لك اسم الشخص وأتخذ ما يجب لجعلك على صلة مباشرة معه. وإذا فضّلت اتخاذ محامٍ ورأيت أن تكلّف أحد المحاميين اللذين ذكرتهما لك أو غيرهما فأخبرني.
صفية بخير وهناء فصحتها جيدة ونشاطها يزيد وقوّتها تتقدم ونموها حسن ومثلها وزنها. ومنذ مدة شهر تقريباً ابتدأت تناغي وتغني. وقد أدهشتني بابتدائها الضحك بقهقهة لدى رؤيتها أشياء أو حركات هزلية.
أمّ صفية بخير وراحة بال وهي تسألني بين الفينة والفينة عن أخبارك والعائلة. والآن تشترك معي في إهدائكم السلام الوفير والتّمني أن تكونوا جميعاً بخير وحسن حال. ولتحيى سورية .

المزيد في هذا القسم: « إلى وليم بحليس إلى وليم بحليس »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.