إلى سليم صوّى


صدر عن مكتب الزعيم، 24/5/1942


إلى الرفيق القومي سليم صوّى،
سلام سوري قومي،
تسلمت جوابك المؤرخ في 21 مايو/أيار الحاضر، وسرّتني كثيراً روحية الإخلاص للمصلحة العامة الظاهرة في سطوره، وحسن فهمك للغاية المطلوبة وللظروف العملية وإصابة تقديرك للأمور المفيدة للحركة القومية الاجتماعية ولتقدمها.
إنك قد برهنت على همّة عالية باهتمامك بالتوجيهات التي أرسلتها إليك في كتابي الأخير وبسعيك لتطبيقها بدون كثير توان، فكان من وراء ذلك توفيقك إلى ما نرجو أن يكون به تنشيط العاملين وحثّهم على التشمير عن ساعد الجد في فرع كوردبة المفتقر كثيراً إلى هذه الصفات وهذه الروحية، ولكني ألاحظ أنك فهمت من كتابي الماضي أنه إذا قبل الرفيق يوسف العيط بالقيام على إدارة الفرع في كوردبة فيجب أو يمكن إعلان تعيينه في الحال، وليس في كتابي الماضي نص بذلك، فهو غلط في التقدير أو تسرّع في الوصول إلى النتيجة من قبلك قد يكون الدافع إليه شدة رغبتك في رؤية الأمور مستقرة بسرعة، ولكن استقرار الأمور النظامية يرتبط بأصول قانونية في المعاملات. فمع إشارتي بتهيئة الرفيق العيط لتسلّم الإدارة ورضاي عن هذا الاتجاه، فإنّ التعيين القانوني لمّا يصدر من مكتب الزعيم، ولذلك لا يمكن تبليغ الرفيق المذكور أو أعضاء الفرع حصول التعيين، فإخباري بعزمك على إطلاع الرفقاء على تعيين العيط لإدارة الفرع في كوردبة هو استباق للأمور يعدّ غلطاً إدارياً، وإني أبدي هذه الملاحظة لكي يصير التنبّه لمثل هذه الأمور النظامية، فلا يحدث أي تشويش من هذا القبيل في المستقبل. ولما لم يكن في الإمكان اعتبار الرفيق العيط معيّناً إلا بعد أن يصدر التعيين الرسمي من قبلي، وتتميماً لهذه الخطوة التي أشرت بها، أرفق بكتابي هذا إليك الأمر الرسمي بقبول استقالتك وتعيين سوف العيط لإدارة فرع كوردبة.
فحالما تتسلم هذا التبليغ الرسمي تطلب أو تسأل الرفيق العيط إن كان قد تولى فعلاً الإدارة أن يدعو إلى اجتماع عام في الحال لغرض الاطلاع على رسالة رسمية من مكتب الزعيم. والآن وقد قبلت استعفاءك وعيّنت الرفيق العيط في إدارة فرع كوردبة فإني أريد أن أسوق إليك تهنئتي بقيامك على رئاسة اللجنة الإدارية لفرع كوردبة مدة سنة وبضعة أشهر. ومع أنّ فرع كوردبة لم يتقدم كثيراً منذ وقت تأسيسه حتى اليوم، فلست أجد أسباباً تحمل على نسبة أي تفريط إلى إدارتك، وإن وُجد مجال للظن بأن كان ممكناً الوصول إلى أكثر مما وصل إليه. فإني أقدّر ما بذلت من المجهود وأقدّر الظروف الصعبة التي أحاطت بمدة رئاستك، وآخذ بعين الاعتبار قلّة المتعاونين فعلياً لحمل الفرع إلى الأمام بالماضي. وجميع هذه الأسباب تتكلم عن قسم كبير من مدة العمل الذي كلّفت به، وتجعل تهنئتي لك تهنئة خالصة مؤيدة بالواقع، وقد قدّرت لك اهتمامك بتشجيع المدير الجديد وإبداءك تطوعك لمساعدته في كل ما يحتاجه ويكون في مقدرتك من كتابة وغيرها لمصلحة القضية. فهذه هي الروحية الصحيحة الجديرة بالسوري القومي، وكفى بذلك شهادة وفخراً.
ولا بد لي من تذكيرك بأنه وإن تكن الظروف قد اضطرتك لاعتزال ترؤس الإدارة، فلا بد من اعتمادك في أمور ومهمات كثيرة، ومن الاستناد إلى رأيك ومؤازرتك الذي حلّ محلك من أجل الوصول إلى أفضل النتائج لمصلحة قضيتنا المقدسة.
أتمنى أن تكون وعائلتك بخير، وأرجو لك النجاح في شؤونك الخصوصية والتوفيق في مساعيك القومية. ولتحيى سورية .
إلى سليم صوى
صدر عن مكتب الزعيم، 24/5/1942
إلى حضرة رئيس اللجنة الإدارية المؤقتة لفرع الحزب السوري القومي في كوردبة، حضرة الرئيس سليم صوّى،
سلام سوري قومي،
قد نظرت في طلب استعفائكم من رئاسة اللجنة الإدارية، المؤقتة لفرع كوردبة، المبني على أسباب فسخ شراكتكم الشخصية التجارية مع شريككم في المحل التجاري في كوردبة واضطراركم للسعي في تنظيم عمل جديد لكم، وقد وجدت بعد درسي هذه الأسباب أنها جوهرية وكافية لقبول استعفائكم من الوظيفة المذكورة، فأبلغكم قبول استعفائكم وصدور المرسوم التالي نصه بناءً عليه:
إنّ زعيم الحزب السوري القومي بناءً على المواد الأولى والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة من الدستور، وبناءً على حاجة فرع كوردبة إلى تنظيم جديد،
يرسم ما يلي:
مادة أولى ـــ تحلّ اللجنة الإدارية المؤقتة لفرع الحزب السوري القومي في مدينة كوردبة.
مادة ثانية ـــ يكتسب فرع الحزب السوري القومي في كوردبة رتبة مديرية.
مادة ثالثة ـــ يعيّن الرفيق يوسف رحمون العيط مديراً لمديرية كوردبة ضمن الصلاحيات والمسؤوليات المنصوص عليها في المرسوم الدستوري الثالث.
مادة رابعة ـــ يبلّغ هذا المرسوم لمن يلزم ويذاع.

 

مقالات ذات صلة

المزيد في هذا القسم: « إلى بهجت بنّوت إلى نعمان ضو »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.