1/6/1942
رفيقي العزيز الشيخ نعمان ضو،
تأخرت عليك كثيراً هذه المرّة، لأنّ الأسباب الموجبة لهذا التأخير كانت أكثر من سوابقها. منها ما هو مختص بالزوبعة وأسماء مشتركيها، ومنها ما هو مختص بالحركة القومية والأعمال الجارية، ومنها ما طرأ على صحة الصغيرة صفية من التوعك بسبب البرد واختلال نظام التغذية. وقد صارت صفية أحسن وصحتها الآن تتقدم بسرعة. ثم كان أمر عزمي على زيارة توكومان وسانتياغو دل أستيرو في أواسط الشهر الماضي، فلم أتمكن بسبب الأشغال وبعض العوائق الأخرى، وقد قررت أن يكون سفري في آخر هذا الأسبوع أو أوائل الأسبوع القادم.
الهديتان الأخيرتان وصلتا. والأخيرة منهما كانت خير ختام لموسم العنب الذي جعلتنا نراقب أطواره ونحن في المدينة.
أما كتاب التعزية فكان له وقعه في نفسي. فالرفيق [جبران قندلفت] الذي غادر العيش لا تعوض خسارته إلا بمثل الإيمان القومي والشعور الحي اللذين صدرا منك ومن عدد غير قليل من القوميين هنا وفي الخارج، وهما خير وفاء لروح الفقيد.
وأما كتابك في صدد سلمان جابر فقد أخذت علماً بما جاء فيه وتوقعت أن تكتب إليّ بعد رجوعك من مندوسة ولم يصلك كتاب مني لعلمك بانفرادي بالعمل وتراكم الأشغال عليّ. وكنت أود أن أراك هنا ثانية، ولكن كنت أتمنى أن يكون ذلك لغير «ورشة» السيد سلمان جابر الذي لم يبرهن أنه رجل لا في الخصوصيات ولا في العموميات.
لا أعرف شيئاً عن المحامي من عائلة مارون. وأعرف، مما سمعت، عن المحامي إبراهيم عازار، الذي عرفته شخصياً عند والدته السيدة أسما صوايا عازار، أنه جيد. هذا فضلاً عن الكاتب الحقوقي الذي أشاد به جورج [المير]. وأتمنى أن تتقطع المسألة بدون الاضطرار للالتجاء إلى الطرق القانونية الطويلة المتعبة للفريقين.
الآن يمكنني أن أفكر بالسفر لأنّ عائلتي بخير. وزوجتي تسألني دائماً عن أخباركم، وتشاركني في تمنياتي لكم السعادة والتوفيق.
مقالتك «مناظرة»1 قد تصدر في هذا العدد، وإلا في القادم. الأعداد الماضية شغلتها[.....] ووجوب الردّ على السيد [عبد المسيح] حداد صاحب السائح وغيره كما ترى، فضلاً عن وجوب معالجة المسائل السياسية التي أهملت حين الاهتمام بـــ«جنون الخلود» والأبحاث الأخرى.
لك وللعائلة سلامنا. ولتحيى سورية .
ملاحظة: مرسل إليك مع هذا الكتاب قائمة بأسماء المشتركين في سان خوان ومندوسة، وإذا كانت لك علاقة بسان لويس فيمكن إرسال أسماء عدد قليل فيها.