صدر عن مكتب الزعيم، 7/8/1942
إلى السيد يعقوب ناصيف
كويايا ــــ خوخوي
أيها السوري القومي كريم،
تسلمت كتابك المؤرخ في 21 يوليو/تموز الماضي، ونظرت في قوة عقيدتك وعلو همّتك وصدق عزيمتك وجرأتك، فوجدت هذه الصفات على المستوى العالي الذي تريده الإدارة العليا في السوريين القوميين الاجتماعيين. ووجدت أنك في هذه الصفات النبيلة قدوة لكثيرين، فأهنئك من صميم نفسي.
ويسرّني أن أخبرك أني أرسلت إلى الرفيق جبران مسوح، ليبعث إليك بصورة القَسَم وتذكرة العضوية لتوقّعهما، وتؤدي اليمين أمام نفسك التي أثق بقوّتها وتعيدهما ممضاءين إليه، فتصير رفيقاً قومياً اجتماعياً نظامياً بعد أن صرت قومياً اجتماعياً بالفكر والعقيدة. ولم أجد مانعاً من قبول كونك تجنست بالجنسية الأرجنتينية ما دمت قد أعلنت إرادتك الأكيدة أن تبقى سورية ، وأن تعتنق العقيدة القومية الاجتماعية، وتصير رفيقاً عاملاً لها.
سررت بموهبتك الشعرية وأسلوبك الشعبي الجميل، وإني أهنّئك بقصيدتك التي نشرت في العدد الأخير من الزوبعة الصادر في مطلع هذا الشهر.
أحال إليّ الرفيق مسوح كتابك إليه المؤرخ في 21 يوليو/تموز لأنظر في الأسئلة التي رأيت أن تلقيها عليه استيضاحاً، وهذا دليل جيد على اهتمامك وتفكيرك في القضايا التي تعالجها جريدة الحركة القومية الاجتماعية، وإني أعطيك فيما يلي إيضاحاً لما سألت:
الخُنْزُوانية: هي التكبر والخيلاء.
المُجْزِر: هو الذي قارب التلف أو الهلاك.
الكلاسيكي: هو في الأصل المنتمي إلى الطبقة الخاصة، ثم صار يطلق على أصحاب السنّة القديمة في الفنون والأدب، ويجيء الآن بمعنى التقليدي، وهو المقصود في المقالات التي رأيتها فيها.
الزواج في المحمدية والمسيحية والتزاوج: إنّ ما عالجه الكاتب في «جنون الخلود» لم يكن عاماً في جميع نواحي الدينين المذكورين والأحوال المدنية الناشئة عن تعاليمهما. ومع ذلك فقد ورد ما يوضح بعض ما تطلب إيضاحه. فقول القرآن: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الخ. ليس ضرورياً أن يشمل المسيحيات لوجود نص قرآني يفرّق بين المشركين وأهل الكتاب. فالمسيحيون هم «أهل الكتاب»، وقد وردت إشارة في إحدى حلقات البحث تشير إلى هذا النص وتذكره، وإلى أسباب منع التزاوج من مسيحيات بعض القبائل العربية لعدم التأكد من مسيحيتهن، وليس لأنهن مسيحيات.
ويوجد نص قرآني صريح يجيز التزوج من المسيحيات. ولكن لا يجوز العكس، أي لا يجوز تزويج المحمديات من يسوعيين، ولكن يمكن الإفتاء بجوازه. وأما ما ورد في الإنجيل عن الاعتماد بالماء والروح وغير ذلك، فلم يدخل في البحث الذي لم يتناول تفسير التعاليم المسيحية خصوصاً من الوجهة المدنية. هذا هو السبب في عدم تناول هذه النواحي وقد يصير تناولها إذا تقرر توسيع البحث عند تنقيحه.
السوري المتدين يمكنه أن يكون قومياً حقيقياً إذا آمن بمبادىء الحزب السوري القومي الاجتماعي، وفصل بين الدين والقومية، وبين الدين والدولة، وبين رجال الدين والقضاء والسياسة. فالدين يكون له أمراً شخصياً خصوصياً يتعلق بالسماء ويختص بها. فكل من يطبّق التعاليم القومية الاجتماعية ويسير على منهاجها ويخضع لنظام الحزب السوري القومي الاجتماعي، فهو قومي صحيح ولا نسأله عما يعتقد وراء ذلك.
أهنئك بهذا الاهتمام الدقيق. وأهنئك بإقدامك وإقبالك على الحركة السورية القومية الاجتماعية التي أرحّب بك إليها متمنياً لك التوفيق.
اقبل سلامي القومي. ولتحيى سورية .