27/9/1942
رفيقي العزيز نعمان ضو،
وردتني كتبك المتتالية التي بدّلت بوحشة فراقك أنس رسائلك، ووصلت معها قصيدتك الزاخرة بالشعور الحي والغيرة القومية الصادقة، وقد نشرت القسم الأول منها في العدد الأخير الذي صدر متأخراً لأسباب سيأتي شرح بعضها.
أما الرفيق الغالي جبران مسوح فقد أجريت له عملية مزدوجة ونجحت كما جرى وصفها في الزوبعة1. وكان تقدّمه بعد العملية سريعاً جداً، فخرج من المستشفى ولمّا يمضِ على العملية أكثر من عشرة أو ثلاثة عشر يوماً. وقد سافر اليوم تصحبه قرينته وابنه فكتور إلى توكومان وينتظر أن يعود بعد رجوع نشاطه إليه. وقد بلّغته سلاماتك وأطلعته على كتابك الأخير فسرّ به كثيراً.
وأما قضية الدكتور محمود وأصدقائه، أو شركائه، فلا أدري إذا كان الدكتور قد أطلعك على الجديد فيها. وخلاصتها أنه وقع بين أيدي مشعوذين من الدرجة العالية. «فالمهندس» هو المشعوذ الأكبر والدكتور الآخر هو المشعوذ المساعد. والغاية هي استغلال الدكتور محمود والجالية السورية بواسطته. وقد حاولوا استغلالي أنا واستخدامي لأغراضهم، ولكني اكتشفت سريعاً لعبتهم وحذّرت الدكتور محمود. ومع ذلك فلم أتمكن من تجنّب خسارة نحو ثلاث مئة فاس أعطيت مئتين منها إلى «المهندس» أو السيد إيبولي بطلب من الدكتور محمود. وكنت أعطيت أبا عاصي ستين فاس أنفقها في زيارة إلى بيته في «كمبانا». وأبو عاصي كان ينتظر أن أعطي له مئة وعشرين فاس في الشهر ليتجول للقضية!! ثم جاءت دفعة أخرى بلغت العشرين أو الثلاثين فاس، وقد أفهمت إيبولي أني لا أريد أن يردّ لي المال مع كل تأكيده بأنه سيردّه.
زارني منذ نحو أسبوع الدكتور محمود وفخر الدين دبدوب فأفهمتهما رأيــي في «المهندس» وشريكه، فوافق الدكتور على ذلك، وحذّرته ونصحته بالتملص رويداً، وبعدم مساعدتهما على ابتزاز أموال أبناء جنسنا ابتزازاً معيباً، وأوصيتهما بأن لا يذكرا لأحد أنهما كانا عندي. ولكن دبدوب أخبر أبا عاصي حين رجوع هذا من «كمبانا» وطلب منه «أن لا يخبر أحداً بالأمر»!! فتأمل هذه الطريقة في كتمان السر بعد موافقتهما على وجوب الكتمان عن كل أحد. فتأكد لي اتصال الخبر بإيبولي وتحققت ذلك منذ نحو أربعة أيام، إذ دعاني للغداء معه فلم أقبل، ولكني قلت إني سأزوره لما بلغني من مرضه، مع علمي بأنه متمارض وليس مريضاً بالفعل. ولكن الرجل شدد عليّ بقبول الغداء لأنه «يريد أن يعرّفني إلى شخصية كبيرة» فقلت في نفسي «هذه زعبرة جديدة». وهكذا كان، والحقّ على الدكتور محمود الذي لم يبلّغني أنه استخدمه ليدعو في الوقت عينه الأرشمندريت الأرثوذكسي أبو الروس، وجعل وجودي هناك تأييداً لموقفه تجاه أبو الروس ليستخدم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية للدعاوة لشركته القائمة بالدين من أموال السوريين!!!.
أطلعك على كل ذلك لتعلم حقيقة الأمر ولا تعلّق أملاً في شيء على هؤلاء الدجالين، ودبدوب حتى الآن لم يحصل على شيء، والدكتور لا يزال كما كان لا إجازة ولا غيره.
وصلت هديتك إلى محل يونس، وأعتقد أنها تكون عندي غداً لأنّ المستخدم هناك وعد بجلبها بنفسه.
سرّت جولييت بأخبار عائلتك وبقصيدتك، وهي تشترك معي بإهدائك والعائلة الكريمة السلام وأجمل التمنيات، وصفية ترسل ابتساماتها. ولتحيى سورية .
بعد: كانت حفلة «الجمعية السورية الثقافية» أمس جيدة. ويحتمل أن تصير السيدة فدوى قربان رفيقة لنا.