إلى نعمان ضو

 18/3/1943


إلى الرفيق نعمان ضو،
كاوسيتي ــ سان خوان
كنت في كوردبة منهمكاً في المحادثات والاجتماعات التي أثارها وجودي هناك، حين ورود كتابك إليّ. وبعد عودتي لم أجد استقراراً بسبب بحثي عن منزل أرضي لسكني وعائلتي، لأنّ المنزل الذي أنا فيه لم يعد صالحاً، خصوصاً وصفية كبرت قليلاً وصار يلزمها مكان فيه فسحة لألعابها. وسبب آخر هو البحث عن إمكانيات إصدار الزوبعة، فيظهر أنّ أصحاب المطابع السوريين أجمعوا على عدم طبعها. أما قضية المنزل فقد أصبحت في طريق الحل، فقد وجدت مسكناً صالحاً وأجريت العقد، وأنا دائب الآن على إجراء معاملات النور والنار وغير ذلك، وسننتقل إليه بعد نحو أربعة أيام. وأما مسألة طبع الزوبعة فلا يزال السعي مستمراً لحلها وقد وصلنا إلى بعض المعلومات المفيدة.
المقال عن وفاة أمين أرسلان1 أثار ضجة الجهال والمنافقين الذين يريدون استغلال وفاته لمآربهم في «اللّمات» وغيرها. وقد استخدموا حجة باطلة وهي قولهم إنّ الرجل مات ولا يحسن ذكر سيئاته. وما كتبته الزوبعة لم يكن قصد عدّ سيئات الرجل، وهي كثيرة، بل بقصد إعطاء لمحة تاريخية عن حياته منعاً للخلط والتضليل وغير ذلك من الآفات. إنّ الضجة انتهت لمصلحة[.....] وفتح كثير من الناس عيونهم وجميع هؤلاء يقولون اليوم: الحق[....] فلماذا التدجيل والاهتمام بالباطل؟
[.....] كوردبة كان كبيراً ورائعاً وقرىء فيه كتابك ولم تقرأ القصيدة[....] مدير القوميين الاجتماعيين في فرقمينة في الخطابة نظراً لضيق الوقت. فقد قيلت أربع خطب عدا[.....] الزعيم وعدا عن رسالتك وبعض الرسائل وعن البرقيات. وكان[....] متأخراً في الليل فذكر أنّ ما بقي من القصائد والخطب والرسائل سينشر في الزوبعة.
من الخطباء كان السيد عبد الرزاق دعبول. كان في مندوسة سابقاً وله أخ وخال فيها. وهو الآن مقيم في كوردبة وأظهر تحبيذه لقضيتنا منذ بدء احتكاكه بالقوميين الاجتماعيين هناك. وفي الحفلة السابقة التي أقيمت للرفيقين جبران مسوح وإميليا يونس في كوردبة أعلن أنه معنا. وستقرأ خطابه في أول مارس/آذار متى صدرت الزوبعة. هذا المواطن يسعى لإقناع بعض أصحابه بالانضمام جميعاً وعسى أن يتم مسعاه.
كان لهديتك اللطيفة كما لرسالتك وقصيدتك التي تلاها الرفقاء بينهم وقعٌ جميل، والجميع هناك ذكروك وتمنوا لو كنت بينهم ليعرفوك شخصياً، وكلهم معجبون بمقالتيك الأخيرتين1.
أقتصر الآن على ما تقدم وعلى القول إنّ الحركة نشطت في كوردبة كما في خونين وفي هذه الأخيرة صار الرفقاء أكثر من خمسين.
أتمنى أن تكون والعائلة في أحسن حال. سلامي وسلام قرينتي لكم جميعاً، وعسى أن يكون لقاؤنا قريباً. ولتحيى سورية .
عنواني الجديد:
Antonio Saadeh
Bahia Blanca 295
Buenos Aires
ملاحظة: اسمي سجلوه هنا Antonio بدلاً من Anton وذلك بحكم القانون ففي المعاملات الرسمية يكون كما هو مسجل وفي غير ذلك يبقى الاسم الحقيقي الأصلي.

المزيد في هذا القسم: « إلى عبود سعاده إلى جبران مسوح »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.