إلى نعمان ضو

 25/6/1943


إلى الرفيق نعمان ضو
كوساتي ـــ سان خوان
رفيقي العزيز،
وصل إليّ كتابك الأخير في 5 يونيو/حزيران الحاضر، وأنا في معترك إصدار العدد الأخير من الزوبعة، وقد صدر العدد المذكور وحسّاد القضية يراهنون على أنّ الزوبعة لن تعود!
إنّ عظمة الأطواد الراسخة هي في مواجهة الزعازع والعواصف. وأنت أحد هذه الأطواد القومية الاجتماعية الثابتة في وجه العواصف والأمطار إلى أن تنقشع الغيوم، ويصفو الأديم، وتزهو الطبيعة بأنوار الشمس وحرارتها، وتهنأ النفوس.
تذكر لي أنك فكرت بتجديد «البروبغندة». فكم أنا مسرور بالابتكارات التي يولدها دماغك الخصب، وكلها ذات طابع عملي منتج لتعزيز قضيتنا القومية المقدسة. وإنّ ما تراه من وضع عريضة احتجاج على تقسيم سورية وعلى التدابير الأجنبية المهينة التي يجريها المحتلون، وعلى المطامع الأجنبية بمختلف مصادرها ترفع إلى الزعيم، مفوضة إليه الدفاع عن الوحدة السورية القومية والوطنية ومعترفة به المرجع الوحيد الصالح لتقرير مصير الأمة السورية، ومؤيدة له في جهاده، هو مشروع عملي ذو أهمية لصالح القضية في المستقبل.
وردني مثل رأيك من مديرية خونين[.....] المديرية رسالة احتجاج رسمية بهذا المعنى[....] تجاه الخارج بما تحويه من إمضاءات، وفي كل[.....] تنفيذها في عدة ولايات. فإذا كنت[......] الآخرين.
إنّ مشروعك الجديد يذكّرني بمشروعك السابق، الذي آسف لأنه لم يوجد من يمكن أن أعهد إليه تنفيذه، بقربي. وكنت ظننت أنك ستأتي للإقامة في بوينس آيرس فتحلّ بوجودك مسائل عملية كثيرة من جملتها المشروع المذكور، الذي لا يتسع وقتي للاهتمام به بنفسي. وعسى أن تتغير الظروف فتتمكن الحركة من التغلب على الشلل السياسي ووقف الدعاوة الشعبية الشخصية في الأوساط.
لم يكن عملي على آلة اللينتيب لصب حروف العدد الأخير من الزوبعة عملاً رمزياً، بل فعلياً. فقد صففت حروف كل العدد المذكور، تقريباً، بنفسي لأنّ صفّيفي الحروف تآمروا علينا أو خضعوا لمؤامرات أصحاب الغايات ضدنا وقد أتقنت العمل بسرعة كبيرة، إذ لم يصدّق أحد أنه يمكن إعداد الجريدة في المدة التي مرت على العمل وفي مثل الظروف التي رافقته. والعدد القادم أصبح معظمه جاهزاً وسيصدر بعد بضعة أيام. وقد قام بصب نحو ثلث أو نصف حروفه الرفيق إسكندر مسوح، الذي كان يتمرن تحت إشرافي في الفترة الماضية، ومتى أتقن العمل فسيقوم هو بهذا الأمر بصورة دائمة، وهو عمل لا يمنعه من القيام بأعمال تجارية كالتي يعملها بصفته متجولاً في المدينة لبيع أصناف صوف محل راغب كيتلون.
موقف سورية العام غامض ولا يمكن أن ينجلي إلا بنجاح حركتنا، فأصحاب المآرب الخصوصية في وطننا كثر وهم يتاجرون به والقوات الأجنبية تحابيهم وتؤيدهم. أما موقف الحزب هناك فهو موقف متابعة وتهيئة وترقّب الفرص، وليس عندي معلومات جديدة. والإرهاق الذي تعرضت له هنا منعني من الاتصال بالوطن في المدة الأخيرة. والمعلومات التي أرسلتها أنت إليّ هي المعلومات الأخيرة التي وصلتني في هذه المدة. وسأحاول الاتصال بالوطن في أقرب فرصة.
صندوق العنب وصل بحالة جيدة وتنعّمنا به.
زوجتي تشترك معي بإرسال السلام وأجمل التمنيات. ويا ليت نراكم هنا قريباً. ولتحيى سورية .

المزيد في هذا القسم: « إلى نعمان ضو إلى يعقوب ناصيف »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.