إلى يعقوب ناصيف

 13/7/1943


إلى الرفيق يعقوب ناصيف
خوخوي
أيها الرفيق العزيز، تسلمت في هذه الساعة العاشرة من هذا الصباح كتابك المسجل وقرأته، إذ كنت أطالع بعض الصحف والكتب الأخرى، وقررت أن أجيبك في الحال فيما يختص باشتراك أخيك السيد حنا وعدم تتابع وصول الأعداد إليه.
عند تسلّمي كتابه المطالب بإرسال الجريدة إليه كتبت عنوانه على الآلة الكاتبة بيدي على زنار الورق، ولففت عدد أول مارس/آذار ووضعته بنفسي في دائرة البريد المركزية. ثم طلبت من الرفيق إسكندر مسوح الذي يقوم بتسجيل الأسماء، وحذف ما يجب حذفه منها، والإشرف على إرسال الجريدة البحث عن اسم السيد حنا ناصيف. فوجده مثبتً في دفتر المشتركين. ولكن الظاهر أنه سها عن إثباته في قائمة الأسماء التي توزع بموجبها الجريدة. وأنا لا وقت لي للمراقبة على هذه الأمور وتفتيش اللوائح ومقابلتها على السجلات والرسائل. فأنّبته على إهماله وكلفته إثبات اسمه في اللائحة التوزيعية. وكان صدر العدد الثاني والستون وأرسل، فكلّفته إرسال عدد إليه على حدة، فكتب أمامي اسم أخيك بخط يده على صفحة الجريدة حيث يلصق الإسم ووضع طابع بريد نصف سنتابو عليها وأخذها مع أعداد أخرى إلى إدارة البريد. فإذا كان لم يصل هذا العدد إلى أخيك فالسبب أحد أمرين: إما أنّ الرفيق إسكندر لم يضعه في الصندوق المركزي الواجب وضعه فيه فأهمله مأمورو البريد أو أجّلوا إرساله، وإما أنه فُقِدَ على مسؤولية دائرة توزيع البريد. وسأسأل الرفيق إسكندر عن كيفية وضعه العدد في البريد. ويحتمل أن يكون حدث خلل في أمر العنوان. فهو كما أرسلته أنت يضع VILLA CUYAYA وحدها. وكما ورد من أخيك هكذا: VILLA CUYYA 34 فلست أدري إذا كان الرقم 34 أحدث تشوشاً فيكون أخوك المسؤول.
أما موقف أخيك ونفسيته كما تصفهما فلا أرى فيهما ما يدعو إلى احترامه والوثوق بشرف خصاله. ومع أنّ اسمه قد أثبت تحت إشرافي في قائمة التوزيع فأطلب منك أن تبلّغه أنّ إدارة الزوبعة مستعدة أن تعيد إليه حالاً وسريعاً مبلغ الاشتراك الذي دفعه وأن تحذف اسمه من قائمة المشتركين، لأنها جريدة جهاد قومي وليست جريدة تجارية، وإذا حدث خلل في حقوق بعض المشتركين التجارية من عدم وصول أعداد وما أشبه، فالسبب هو التضحية بالمصالح التجارية وحقوقها في سبيل الحقوق القومية. والحقيقة أننا لا نحتاج إلى مشتركين للزوبعة على شاكلة مناقب شقيقك الموصوفة في كتابك الأخير.
أما بقية الأمور الواردة في كتابك فسينظر في شأنها ويمكنك أن تتذكر أنّ الزوبعة أشارت إلى أنه وردها أول تبرّع للمطبعة من أحد المحبذين في خوخوي بواسطة الرفيق يعقوب ناصيف، وهذا بلاغ كافٍ.
السماعة إذا وجدت غير صالحة يمكن إرجاعها لأني اشترطت على صاحب المحل الذي باعنيها إرجاعها إذا لم تكن صالحة. أتمنى أن تكون بخير. سلامي القومي لك وللرفيق سعيد [جرجس سمعان] ومن يحبّذ عملنا ولتحيى سورية .

المزيد في هذا القسم: « إلى يعقوب ناصيف إلى نعمان ضو »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.