12/8/1943
إلى الرفيق المجاهد نعمان ضو،
سان خوان
رفيقي العزيز،
تلقيت رسالتك الأخيرة بابتهاج، فقد كان طال تأخر رسائلك عليّ، وسررت بالاطمئنان عن أمورك وفرج السند الذي ورد فيها الأزمة المالية الناشئة عن الضرورات الطباعية.
أما مقالتك1 فكان قد تقرر أن تصدر في العدد الماضي، وتمّ صب نحو ربع سطورها وإذا بأخبار اعتزال موسوليني الحكم وحدوث تغيرات سياسية هامّة في إيطاليةتفاجئنا، فاضطررت لتتبع حوادثها ولكتابة تعليق مستعجل2 مستند إلى معلوماتي الخاصة في صدد الحركة الفاشستية في إيطاليا. وكان ذلك ضرورياً نظراً لكثرة تساؤل الناس، فأجّلت مقالتك التي لم تكن قد أنجزت إلى العدد الذي يصدر بعد بضعة أيام. وهي ككل مقالاتك فيها القومية الصادقة والغضبة للحق والكرامة، وأعتقد أنّ تأثيرها سيكون قوياً.
إنّ التطورات السياسية الأخيرة تقتضي زيادة حركتنا ورفع صوتنا[......] بعد نجاحنا في ترخيص حكومة الولايات المتحدة الأميركانية رسمياً[.....] بالعمل في بلادها بحريّة. هو انتصار كبير لحزبنا على الإشاعات[...] التي قصدت تنفير عدد من الدول من حركتنا وإقصاءنا عن المراكز السياسية الإنترناسيونية. وإذا توفقت مساعينا من هذه الناحية، فسيكون أول همي التوصل إلى الإفراج عن المعتقلين وإكساب الحزب في الوطن حرية العمل، فيقوى ساعد حركتنا ونصير أقدر على تحقيق مطالبنا وأقوى في مطاليبنا وإني أنتظر تتميم العريضة التي اقترحتها لتكون رأس هذا العمل الجيد ولاتخاذها قدوة، فتتلاحق العرائض وتصير وثائق ومستندات سياسية تعزز الموقف.
تأخرت، في الكتابة، عليك بسبب اضطراري لمتابعة العمل على آلة اللينتيب فبقي وقت قليل للإنشاء والمراسلة وتعهّد الأمور الأخرى. أما الآن فقد تقدم العامل في مطبعة «السلام» للعمل معنا مع بقاء شغله في تلك المطبعة، وهو مقتدر في هذا العمل، وسيكون معظم تحضير الزوبعة عليه فيعود إليّ بعض الوقت للتفكير والكتابة.
فأتتنا فرصة شراء آلة صاحب «السلام» بسبب عرض الأمر في آخر دقيقة، وبسبب تأخر ورود التبرعات من البرازيل، مع أنه يوجد كمية لا بأس بها هناك منذ شهور.
الحركة هنا نشطت في الأشهر الأخيرة، فبعد انضمام صبري عبد الخليل إلينا انضم مؤخراً محمود عبد الهادي ياسين وخليل الشيخ. والاثنان أديبان ولهما منزلة أديبة، والأول ذو تداخلات اجتماعية واسعة، أعني صبري. وقد باشرت إعادة عمل الجمعية الثقافية وعيّنت رئيساً لها الرفيق خليل الشيخ[..] بالعربية الرفيق محمود ياسين ونحن ساعون لاستئجار مكان لاجتماعاتها.[...] سيكتب شيئاً للزوبعة قريباً، وهو الآن صاحب مدرسة للأولاد أطلق عليها[...] «مدرسة الثقافة العربية».
في توكومان أيضاً عادت الحركة إلى النشاط. وجبران [مسوح] لا يزال هناك منذ ما يزيد على شهر. وقد جرت عدة انضمامات هناك بينها انضمام يوسف أبي زيد (ماروني) ومرشد دلول ومحمد البدوي الطويل، وكان قد انضم قبلهم عدة أشخاص منهم عبد اللطيف آل نجدة ورفيق من بيت ملقي أظن اسمه الأول شفيق.
وأول أمس جرى ضم شخصين هنا من أنتري ريوس وأبديا تحمساً شديداً للمبادىء والعمل ووعدا ببث الدعوة هناك. ويظهر تطور عمومي في الأوساط السورية نحو فهم قضيتنا، ولم تقدر الضوضاء التي أثارها أهل الرجعة والنفاق في صدد ما قالته الزوبعة في وفاة أمين أرسلان على تعكير الحالة الجديدة.
أتمنى أن تكون والعائلة بخير وفي أتم الصفاء. وجولييت تشترك معي في هذا التمني وفي إهدائك والعائلة أحسن السلام. ولتحيى سورية .