إلى نعمان ضو

11/11/1943


الرفيق نعمان يوسف ضو
كوسيتي ـ سان خوان
رفيقي العزيز نعمان،
حالما تسلمت كتابك الأول بعد سفرك من هنا أجبتك مسرعاً بعبارات مقتضبة، لأنّ الوقت والسرعة لم يسمحا بالإسهاب. ثم تسلمت كتابك الثاني ومعه مقالك الأخير الذي عنوانه «القضية السورية القومية ممتازة» الذي باشرت نقله إلى ورق صغير بعد أن نقلت مقالك السابق "نحن والمير شكيب"1 لأسهّل لعامل المطبعة القراءة والعمل على الآلة. وقد ينشر المقالان في العدد القادم. وقد ينشر أحدهما فقط ويبقى الآخر لعدد مقبل. فالعدد القادم يخصص تقريباً لذكرى تأسيس النهضة السورية القومية الاجتماعية والحفلات والخطب.
كنت وعدتك في كتابي السابق بإنجاز العريضة ليصير توزيعها. ولكني حتى الآن لم أتمكن من تحقيق هذا الأمر فنص العريضة قد فُقِد. وأظن أنه فُقِد عند الرفيق خليل الشيخ. وهذا الرفيق سيزورني الليلة ثم يأتي إليّ غداً أيضاً لإتمام بعض أعمال مستعجلة، كتنقيح دستور «الجمعية السورية الثقافية»، والنظر في بعض المقالات، وفي مسائل تنظيمية وإدارية عديدة. وسأحاول أن أضع نصاً جديداً للعريضة وأن يصير ترجمته حالاً. ثم أبقيه مع الرفيق الشيخ ليصير طبعه على أوراق منظمة للغرض. وأنا أسافر إلى توكومان[....] أخبرتك في آخر هذا الأسبوع، أي يوم السبت وأصل في ليل هذا اليوم وهناك أحضر الاحتفال بعيد التأسيس وأنظم العمل للرفقاء الذين زادوا زيادة كبيرة وسأغتنم الفرصة لزيارة سلتة وخوخوي[.....] هذه الرحلة ستعطي نتائج كبيرة للقضية.
الاحتفالات التي أجرتها المديريات هنا تعييداً لتأسيس الحزب كانت جميلة وأوجدت تياراً روحياً قوياً. ولكن في هذه الحفلة انكشف ضعف محمود ياسين أو رجعتيه ونفاقه. فقد خطب مسمياً «العرب السوريين والعرب السوريين اللبنانيين». فأصلحت له هذا الاستعمال المعوج في خطابي الذي كان جارفاً مكتسحاً، ولكنه توقف بسبب دسيسة دساس ذهب وأعطى خبراً كاذباً في إدارة الشرطة أني أتكلم «ضد الحكومة»، فطلبت الشرطة أن يصير الكلام بالإسبانية فحولت خطابي إلى الإسبانية ومعه حولت الموضوع، وقد لاقى خطابي بالإسبانية استحساناً كبيراً وكان موجوداً أرجنتينيون في الحفلة فكرروا تهانيهم لي وكانت الشرطة راضية.
الدكتور يوسف سعد وفخر الدين دبدوب من جملة أشخاص ساعين لتأليف شيء اسمه «الرابطة العربية» أو ما شاكل. ولعل لهذا المسعى علاقة بمسعى المدعو حسين سكرية في كوردبة لإنشاء مثل هذه الحركة. ومع المذكورين الشخص المدعو خليل نادر.
حوادث لبنان هي للقضاء على النفوذ الفرنسي ليبقى الإنكليز وحدهم هناك و«بطولة» بشارة الخوري ورياض الصلح هي على حساب الإنكليز. وقد تكون هذه الحوادث موافقة للعريضة ويمكن أن يقوم القوميون هنا باحتجاجات على تدخّل الفرنسيين. ففي كل حال يوافق القضاء على سلطة أولئك الناس في بلادنا. وأظن أنّ للحزب في الوطن تدخّلاً غير رسمي واسعاً في حوادث التظاهرات الشعبية والاحتجاجات.
سوف أطبع بطاقات باسم الجريدة في توكومان، وأكلّف الرفيق جبران مسوح إرسال كلمة شكر إلى المتبرعين من هناك.
أرجو أن تكون والعائلة بخير. هنا نحن بخير ولم يحدث ما يعكر مجرى الأمور. ولتحيى سورية .

 

المزيد في هذا القسم: « إلى جميل شوحي إلى يعقوب ناصيف »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.