22/1/1944
أيها الرفيق العزيز،
تسلمت في المدة الأخيرة كتابين أو ثلاثة منك ولم أجبك لأني قدّرت أني سأزور خوخوي وأراك هناك. وعندما سافرت إلى توكومان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كان في عزمي أن أتابع السفر إلى سلته وخوخوي، ولكن تأخرت الأجوبة التي كانت منتظرة لمعرفة مبلغ استعداد الأوساط أو تنبّهها في تينك الولايتين، وبقي أمر نجاح الرحلة غامضاً وخالياً من كل تقدير يستند إلى معلومات وثيقة. ثم عرض أمر جديد حملني على العودة إلى بوينس آيرس لأدرس إمكانياته. وبعد عودتي وإنجاز الدرس المطلوب رجعت إلى توكومان وهناك لم أجد أخباراً مشجعة على السفر نحو الشمال. وقد عدت أول أمس إلى بوينس آيرس وأقدّر أني سأبقى هنا بين 10 و20 يوماً.
سأجري في هذه المدة جميع المعاملات التي تتطلبها قرارات الحكومة الجديدة لتثبيت وضعية الزوبعة من الوجهة القانونية، وسأستأجر لها صندوق بريد في دار البريد المركزية ليظل عنوانها ثابتاً فلا يتغير محل الإقامة أو مكتب الإدارة.
وقد قررت نظراً لمقتضيات الحال، أن أسند إليك إدارة جريدة الزوبعة، ولذلك أكلّفك الحضور إلى بوينس آيرس بالسرعة الممكنة، أي قبل عشرين يوماً، إذا أمكنك، لأسلّم إدارة العمل إليك قبل مبارحتي هذه المدينة قريباً.
إنّ تأمين إقامتك هنا قد نظر فيه. وحال وصولك تنزل ضيفاً عند ناظر إذاعة منفذية بوينس آيرس الرفيق جواد نادر، أو في بيت رفيق آخر، بينما ترتب مكان إقامة مستقلاً. وقد صار في الإمكان تخصيص مبلغ لنفقتك الضرورية في البدء، ثم يصير رفع هذا المبلغ مع ضبط إدارة الجريدة وتحسين مقبوضاتها. وفي كل حال نفقة إقامتك مؤمنة. وإذا كنت لا تملك أجرة القطار فأخبرني سريعاً لتدبير هذا الأمر. إنّ وجودك هنا يفيد من عدة وجوه، فعسى أن يكون قدومك قريباً. سلامي القومي لك وللرفيق سعيد [جرجس سمعان] وللمحبّذين. ولتحيى سورية .