إلى جبران مسوح

 6/2/1944


إلى ناموس المراسلات الرفيق جبران مسوح
توكومان
رفيقي العزيز،
تسلمت كتبك الأخيرة، ووصل الرفيق يعقوب ناصيف. إنه شعبي ومتوقد، ولكن طرشه يوجد له بعض صعوبات، وقد جربت له عندي السماعة التي كنت أهديتها إليه وردّها فأعطت فائدة بعد الإرشادات التي ألقيتها علي في كيفية استعمالها. فأوصيته بالمواظبة عليها ليتعوّد السمع بها.
إني أنتظر أثمان معامل هوفر الأخيرة لأبتّ أنا في الأمر. إني لن أعطيهم الثمن الذي حصلت عليه هنا إلا إذا وجدت فائدة من ذلك فيما بعد. ولكن الآن عليهم هم أن يقدّموا لي أسعارهم وليسألهم الرفيق [إبراهيم] الكردي عن السعر الأخير، وهل هو على حساب النقدي أو النسيئة أو هو من نوع Prenda Agracia أما الآلة التي هنا فإذا كان يمكن تكبيرها فإني أطلب تكبيرها هنا رأساً في المعمل الموجودة فيه. لم أعد إليه لأني أنتظر أسعار توكومان أولاً لأهيىء اللهجة الموافقة لصاحبه. ثم عرضت آلة أخرى طول قاعدتها 2.20 أو 2.40 وعرضها 1.50. والاثنتان تعملان بالضغط السائل (هدرولية)، وهذه الثانية كانت لضغط الخشب ويمكن سؤال خبير في صلاحها لحاجتنا وتغيير دفّاعة الضغط.
الأمر الهامّ الآن هو تحويل الاختراع إلى صناعة، وهذه قضية قائمة بنفسها. ويظهر لي أنّ تجارب الرفيق كردي لم تحل هذه القضية. وأهم نقطة هي: كيفية جعل اللوحة المموجة ذات كثافة أو سمك واحد بواسطة الضغط ضمن القوالب. فقد تبيّن لي من محادثتي مع ابن الرئيس التقني في مصنع هوفر، ومن محادثتي مع رئيس دائرة شركة كبيرة لصنع الآلات وتركيبها هنا، أنّ مسألة الضغط المسطح أو الأفقي على القالب هي مسألة دقيقة للغرض الذي نريده. والرئيس المشار إليه يقول إنّ هذا الضغط الأفقي بواسطة آلة ضاغطة لا يكفل جعل اللوحة المموجة ذات كثافة متساوية، وفي حالة عدم تساوي الكثافة أرى أنّ اللوحة تتعرّض لأن يكون فيها نقاط ضعف بسبب اختلال كمية الضغط باختلال الكثافة. ومن المعلومات التي استقيتها وجدت أنّ الطريقة التي سلكها الرفيق كردي تخالف طريقة صنع ألواح «فيبروشمنتو»، فهذه الألواح لا تنضغط بل تخرج صفائح عجنية من آلة خاصة تخرجها بهذا الشكل وبالكثافة المرتبة لها، ثم توضع هذه الصفائح التي تشبه أدراج القماش (پاسه)، بعد فتحها، أو هي تمد على أمهات أو قوالب ذات قطعة واحدة من تحت. ثم تمرّ هذه القوالب أو الأمهات (متريزس) تحت أسطوانات أفقية أو محادل (Rollos)‚ فتمرّ عليها المحادل بضغط خفيف كافٍ لإحداث الأقنية أو الموجات الموجودة في تجاويف الأمهات. وبعد أن تمرّ الأُمهات على هذا الشكل إلى الجانب الآخر يكون هناك سلك أو شريط خاص يقطع اللوحة عند عرضها وتذهب على أمّها إلى الماء.
هذه الطريقة لصنع ألواح الفيبروشمنتو لا يمكن تطبيقها الآن على المركّب الجديد الذي سنصنع منه ألواحنا. والذي أراه أنه قد يلزم صنع قالب أو قالبين من حديد أو فولاذ من القوالب التي يتصورها الرفيق كردي وتجربة فعلها في المركّب بواسطة آلة ضاغطة ببسيطة كالتي عند الرفيق كردي لنرى هل تخرج الألواح بسمك واحد في جميع خطوطها أو لا. وأنا سأحاول هنا الوصول إلى بعض الخبراء ودرس هذا الأمر معهم.
وبعد، فإني أرى أنّ سرعة الإنتاج تحتاج إلى استنباط جديد، فيظهر أنّ الرفيق كردي لمّا يحسب وقت التعبئة والتفريغ كما يجب. وبما أنّ مركّبنا هو من مزيجين: واحد أساسي وآخر تكميلي، فإنّ تعبئة الأمهات ستأخذ وقتاً. ولو أمكن الاستغناء عن المزيج الثاني أو دمجه في الأول لأمكن درس تطبيق طريقة الفيبروشمنتو على صناعتنا، إذا لم يكن عملياً الآن فنظرياً على الأقل. إنّ تحضير الفيبروشمنتو بطريقة الأدراج وبدون حاجة إلى ضغط عالي الدرجة يجعل الإنتاج سريعاً يعوّض أضعافاً مضاعفة عن ثمن الآلات الخاصة العالي. سمعت من رئيس قسم الشركة الصناعية المذكور فوق أنّ أحد مصانع الفيبروشمنتو كلّف تجهيزه فوق مليوني فاس، عدا عن البناء وثمن الأرض!
يجب أن نسير في عملنا وسأدرس جميع الإمكانيات. وإني أنتظر عودة مهندس خبير جهّز مصنعاً جديداً للفيبروشمنتو من فرصته لعلِّي أستفيد شيئاً من المحادثة معه. وأنا الآن أسعى بجد لتسيير طلب امتياز الاختراع كما يجب. وأريد أن يرسل إليَّ إبراهيم رأيه في مسألة الضغط والقوالب بسرعة. ثم أريد أن يجيبني: هل يمكن صبّ المعجون المركَّب صباً ضمن قوالب لها في الجانب الآخر زاوية فراغ (Vacio) يسهّل دخول المادة في القالب وإملاء تعاريجه إلى الأخير؟ أظن الصعوبة في هذه الطريقة هي في دمج المزيج الثاني في الأول ليسيرا في القالب كقطعة واحدة. فإذا أمكن ذلك يمكن تجربة أمهات أو قوالب ذات زوايا فراغ تصب فيها المادة صباً يضمن تساوي سمكها. وسأفحص عن حصول معدل الضغط اللازم للمادة الذي عيّنه الرفيق كردي.
إني لا أرى التسرع مفيداً. فيجب الإسراع في جعل جميع الإمكانيات واضحة لكي تكون خطانا ثابتة. ويجب ضبط حسابات آلية وصناعية لا تزال غير مضبوطة لتكون الطريق واضحة أمامنا.
تأسفت لحالة الرفيقة نبيهة [إنطكلي الشيخ]، وعسى أن تكون بدء الختام لعيشة زوجية نكراء. أهنىء الرفيق سندروس بموقفه من أحد المتشدقين بالمطاعن، وكذلك أثني على الرفيق كردي لحميته في هذا الموقف عينه.
إني أشتاق للعودة إلى توكومان وترتيب الأمور وتنظيم العمل، ولكن يجب أن لا أذهب قبل الوصول إلى نتيجة في مسألة طريقة الصناعة وأمر الآلات.
أتمنى أن تكون صحتك وصحة إبراهيم وصحة الرفيقة نبيهة كما تحبون، وأن يكون المدير وسائر الرفقاء المخلصين بخير. سلامي إلى الجميع. ولتحيى سورية .
لاحظ أنّ عنوان الزوبعة صار إلى صندوق البريد:
Casilla de correo 3267 Bs. As.
وهو عنوان الرفيق [يعقوب] ناصيف أيضاً، أما سكنه ففي شارع ركنكسته 871، عند الصفيف فيليب.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.