10/2/1944
رفيقي العزيز جبران،
تسلمت اليوم كتابك المؤرخ في 7 فبراير/شباط الحاضر، وفيه معلومات أولية عن الدار المعروضة للأجرة في جادة سرمينتو. أظن هذه الدار غير صالحة والبحث عن غيرها هو دائماً مفيد.
أعود إلى كتابي الأخير المرسل إليك في شأن الصناعة. عدت فاتصلت برئيس الشعبة في الشركة الصناعية وبحثت معه تفاصيل الإنتاج. من هذه المحادثة استخلصت أنه يوجد طريقة لضبط كثافة الألواح المموّجة بالضغط على المسطح. تبقى مسألة كيفية تحقيق سمك اللوحة هل يكون ذلك على القالب أو قبل وضع المادة على القالب. فإذا كان تكوين سمك اللوحة يحدث قبل وضع المادة على القالب، وهو الأصح والأفضل، فالعملية تصبح هينة نوعاً. وهنا يجب أن أعرف هل يجري تكوُّن اللوحة في سمكها المطلوب بواسطة الآلة أو بواسطة اليد. أما إذا كان القالب نفسه هو الذي يعيّن السمك والمادة لا تُكوَّن ألواحاً بسيطة ليّنة قبل وضعها في القالب للتمويج والضغط فالمسألة تصبح معقدة نوعاً.
ذهبت اليوم إلى المصنع الذي رأيت فيه تفصيل الآلة الضاغطة التي هي تحت الصنع بقياس متر مربع. هناك أفادوني أنّ أفضل ما يصنع للقياس الذي أريده هو صب دفّتين من حديد بقياس 1.32×1.5، ويقول خبير المصنع إنه لا يضمن إنجاز الآلة قبل ثلاثة أشهر نظراً للطلبات العديدة عنده. أما طريقة الآلة فضغطها من تحت إلى فوق، وهو الأرخص. فإذا أردنا الضغط من فوق يعلو الثمن نحو ألفي ريال.
سأعود إلى الرجل بعد غد، السبت، أو الاثنين لآخذ منه الثمن الأخير الذي يطلبه. فإذا كانت طريقة الضغط من تحت لا تؤخر ولا تعرقل العمل يحتمل أن أوصي على هذه الآلة. ولذلك أحب أن تصل إليّ برقية بالموافقة أو عدم الموافقة على طريقة الضغط، ثم يأتيني كتاب فيه تفصيل نظرية الرفيق [إبراهيم] الكردي.
من تفاصيل هذه الآلة أنها تقوم على قاعدة متينة مركزية، تصعد من زواياها الأربع أربعة أعمدة أو قوائم، والدفة الضاغطة المتحركة إلى فوق تكون مفصَّلة بحيث تكون في زواياها ثقوب مناسبة لتدخل فيها الأعمدة. وفي أعلى الأعمدة يوجد رأس متين يصير الضغط إليه. وقد طلبت أن يكون المجرى أو الفسحة بين الدفة الضاغطة إلى فوق، والرأس الذي يقبل الضغط 60 سنتيمتراً، ومجرى الدفّاش الذي يحدث الضغط 50 سنتيمتراً، أي بفرق 10 سنتيمترات بين المجال الكائن فيما بين دفتي الضغط وطول الدفاش أو المجرى الذي يجب أن يجريه الدفاش. ويمكن تعديل هذا الطلب. والأرجح أني سأعدّله لأنّ عشر سنتيمترات لا يمكن أن يحدث فيها ضغط هو كثير، فإما أن أُنقِص المجال بين الدفتين، وإما أن أزيد مجرى الدفاش 8 سنتيمترات أخرى ليظل الفرق نحو سنتيمترين فقط.
سأهتم بعد الظهر بزيارة بعض الشركات الكبرى التي تصنع الفيبروشمنتو وتصنع أيضاً آلات، وأسأل هل تبيع قوالب؟ وأظن أنه يمكن الحصول على قوالب منها.
اسأل الرفيق كردي، هل يكفي لعملنا الحديد المصبوب أم يجب أن تكون القوالب من فولاذ؟ سأهتم بالفولاذ بالدرجة الأولى، وأظن أنّ عشرة أغلاق للقوالب تكفي، والغَلَق أعني به طبقة القالب الفوقانية.
لا أزال أنتظر عودة أحد الخبراء، ويمكن أن تكون عودته غداً. سلامي لك وللرفيق كردي والسيد كارلس وللرفقاء. وخصوصاً نبيهة [أنطكلي الشيخ] التي أحب أن أعرف شيئاً عن مجرى دعواها وحياتها.
يمكن أن أقرر إرسال أثاث البيت في الأسبوع القادم إذا أمكن أن تستلموه في دار المصنع، أو يبقى محفوظاً عند وكلاء شركة النقل، والأفضل الوجه الأول على ما أظن. ولست أدري هل أسبق جولييت إلى فوق لأهيّىء المسكن، أم أذهب بصحبتها وأنزلها بضعة أيام في Villa Nogués‚ فإذا كان الثاني كلّفتك مخاطبة فندق نوكاس بالتلفون والارتباط معه على غرفة لسيدة وطفلتها (ابنة سنتين وثلاثة أشهر تقريباً). وأظن أنه يقبل بسبعة أو ثمانية فاس في اليوم. ويمكن أن تقول له إنّ الإقامة قد تطول. وبما أنّ فصل الصيف يكون قد ابتدأ يولي بعد نحو أسبوعين، فأظن أنّ صاحب الفندق يقبل بسعر غير غالٍ.