إلى يعقوب ناصيف

16/8/1944


أيها الرفيق العزيز،
تسلمت كتابك ونشيدك1، وأظن أنكم في خوخوي قد تسلمتم العدد الأخير من الزوبعة، الذي تأخر صدوره لأسباب مطبعية فقط، وتأكد لكم بطلان الإشاعات التي يذيعها الرجعيون والتي ليست الأولى من نوعها التي يذيعها أهل الفساد ضد الزعيم والحزب. ومن التلفيقات التي تجد في العدد المذكور تكذيباً صريحاً، مداوراً، تلك التي يشيعها من تشيلي المطرودان حنا ملوحي وجميل شوحي ومن لف لفهما، ويدعون بها باطلا أن رفيقنا المخلص المعيّن رئيساً لِــ«الجمعية السورية الثقافية» في بوينس آيرس، خليل الشيخ، انسحب وغيره من الحزب. ولم يكن أشد نقمة على تلك التلفيقات من الرفيق الشيخ المتوقد غيرة، نظراً لسعة اطلاعه وحسن إدراكه، الذي أخبرني حين كنت في بوينس آيرس الشهر الماضي أنه أرسل إلى الملوحي في تشيلي أسطراً لاذعة مهينة بسبب اختلاقاته المذكورة.
تسألني عن مصير المال الذي جمعتموه للقضية، فأطلب منكم أن يحوّل المبلغ إلى بوينس آيرس باسم الرفيق المنفّذ إبراهيم أفيوني، وأن ترسل إليّ مذكرة بالمبلغ المرسل لضبط الحسابات.
لا أجد حاجة للتوكد للرفقاء عندكم أنّ خدمة قضيتنا القومية المقدسة هي أسمى أغراضي في الحياة، وأن لا شيء في العالم يقدر أن يحوّلني عن هذه الخدمة أو يثبط عزيمتي أو يستهويني لتركها. إني تعودتُ كثرة العمل ولم أتعود كثرة الكلام.
أوصيكم جميعاً بالثبات والصبر، فإنه تمرّ بنا أوقات لا نجد فيها معتصماً إلا بالصبر وثبات اليقين. إنّ الأشياء الهينة في مقدور كل إنسان، والأمور الصعبة هي لأهل العزائم العالية واليقين الراسخ فقط.
أهنىء الرفقاء في خوخوي على موقفهم الجميل وعملهم الطيب. وأتمنى لكم نجاح المسعى.
سلامي القومي لك ولعائلتك، وللرفقاء عندك وعائلاتهم. ولتحيى سورية .
ملاحظة: ضعوا السند أو التحويل المالي باسم[...].
وكذلك الكتاب يكون باسم إبراهيم أفيوني. وعلى الغلاف يكون العنوان هكذا: [مدبر الزوبعة].
لأنه إذا كان العنوان على الغلاف باسم أفيوني فقد تردّه إدارة البريد لأن صندوق البريد باسم الزوبعة.

المزيد في هذا القسم: « إلى نعمان ضو إلى نعمان ضو »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.