18/10/1944
أيها الرفيق العزيز،
منذ أن عدت من خوخوي وأنا أشعر في نفسي برغبة شديدة في إظهار شعوري بالعناية والإكرام اللذين أحاطني بهما الرفقاء في خوخوي. ومع أنّ هذه الرغبة أخذت مجراها في عدة أحاديث في بوينس آيرس، وفي بعض المراسلات القومية، فحتى الآن لم يمكني تحقيقها نحو الذين كانوا مصدر هذا الشعور، وهم رفقاء خوخوي بلا استثناء.
عدت من خوخوي مستعجلاً فأقمت هنا ثلاثة أيام فقط بالكدّ، كفت للنظر في بعض الأمور، وإعطاء بعض التعليمات، وأخذ المعلومات اللازمة لسفرة بوينس آيرس التي حققتها سريعاً. وقد عدت من أيام قليلة، وحالما فرغت من القضايا التجارية الملحة رأيت أن أكتب إليك بصفتك الشخصية، وبصفتك رئيساً مؤتمناً على مديرية الرفقاء القوميين الاجتماعيين في خوخوي.
إنّ ما أظهره الرفقاء في خوخوي نحوي من الحفاوة والعناية وقع في نفسي موقعاً حسناً، ورأيت فيه مؤهلات روحية عالية، وإمكانيات كبيرة لتأييد قضيتنا ونظامنا ومبادئنا المناقبية والاقتصادية والاجتماعية وخططنا السياسية. وأرجو أن تكون زيارتي أفادت الرفقاء في ما كانوا يرغبون في جلائه وتحقيقه والتيقن منه من الاحتكاك بشخص زعيمهم الذي أعطاهم المبادىء التي اعتنقوها بإيمان، كما أثق أنه هو الواقع، وقاد حزبهم ونظّمه ووحّد شعورهم وجهودهم.
إني قد أحللت مديرية خوخوي، بالرفقاء المتشكلة منهم، محلاً مكيناً. أرجو أن يكونوا من الرصانة وعلو النظرة بحيث لا يعرّضونه لما وقع فيه الذين لم يكونوا على هدى من أمرهم ولا على بيّنة من حقيقة قضيتهم التي تتطلب توطيد النفس عليها وحمايتها بكل مرتخص وغالٍ.
أود، أيها الرفيق المدير، أن تثق ويثق رفقاء مديرية خوخوي بأنّ المكانة التي اكتسبوها عندي بروحيتهم ومظهرهم الحسن هي شيء حقيقي. وإني أشكر لهم ما أثاروه فيّ من شعور بالثقة بهم، وبما يمكن أن يؤدوه لقضية أمتهم ووطنهم ولسيادة مبادئهم القومية الاجتماعية.
وأوصيكم جميعاً بالحرص على القضية القومية المقدسة التي تجدون منها حرصاً عليكم وأن تعززوها فتعتزوا بها.
سلامي القومي لك ولعائلتك الكريمة ولجميع رفقاء خوخوي وعائلاتهم المحترمة. ولتحيى سورية .