إلى يعقوب ناصيف

21/7/1945


إلى الرفيق يعقوب ناصيف
خوخوي
أيها الرفيق العزيز،
كانت المعركة في بوينس آيرس حامية الوطيس. وكانت ذات نارين، واحدة في الداخل وأخرى في الخارج. وبعد عراك مستمر مدة نحو عشرين يوماً تمّ الانتصار، فأطفأت النار الداخلية ونار الأعداء وأضرمنا نارنا.
كانت المشاكل الداخلية واسعة ومعقدة، وقد تطوع المنفّذ العام السابق وأهمل العمل بالقوانين وأساء التصرف في مسائل عديدة، حتى إنه توصل إلى رمي الشقاق بين عدد من العاملين من أجل «الدفاع عن سمعته وكرامته» ولاحق ناموس المنفذية الرفيق عبد الله دروج لأنّ الناموس، بتكليف مني مكتوم، أخذ يتقصى أحوال الرفيق [إبراهيم] أفيوني ويبحث عن بعض اتهامات وظنون موجهة إليه. وقد عقدت جلسات واجتماعات بحثت فيها جميع مسائل منفذية بوينس آيرس وجلوت غوامضها. وفي الأخير أقلت الرفيق إبراهيم أفيوني من منفذية بوينس آيرس وعيّنت الرفيق خليل الشيخ منفّذاً عاماً مع بقائه رئيساً لــ«الجمعية السورية الثقافية».
وقد صرفت ما أمكن من الوقت في المساعي التجارية لتوسيع نطاق أعمال المحل والتباشير أحسن من السابق.
ولم أنسَ أن أزور قريبك السيد فارس نمر، وشاءت الظروف أن يكون وقت الغداء فدعاني وتغديت معه. وقد عاملني برفع كل تكليف وكل مراعاة، وكان دائماً يناديني «يا أنطونيو» وبلهجة ودودة كأننا أصحاب وإخوان من الصغر. واغتنمت الفرصة ودعوته إلى حفلة «الجمعية السورية الثقافية» الوداعية للزعيم التي أُخبرت أنها ستكون السبت في 7 يوليو/تموز، فقبل ولكني علمت في اليوم التالي أنها ستكون مساء الأحد فكلّفت الرفيق جواد نادر فكتب إليه أمامي كتاباً يخبره أنّ الموعد مساء الأحد. ولكني لم أره في الحفلة. وعلى الغداء حدّثته عن خوخوي وكانت حاضرة زوجته وابنته الكبرى، وهي آنسة لطيفة، وقلت له إنّ عائلتك تعتب عليه للجفاء الواقع فاعتذر، وبعد عسى ولعل قبل الجميع أنه يذهب في الصيف لزيارتكم ويصحب معه إبنته، التي اندهشت مما رويت لها عن جمال خوخوي، وهي كانت تظن أنّ لنوس أجمل لأنها لم تسمع من قبل شيئاً عن طبيعة خوخوي!
أرسلت مناشير من بوينس آيرس إلى الرفيق المدير مطانس [أنطون] ضاحي لتوزع ويطّلع المواطنون النازلون في خوخوي على ما يجري. ومن هذه المناشير تعلم نوع المعركة الخارجية التي كانت جارية.
قد يسمح لي الوقت بالكتابة غداً إلى المدير بالتوجيهات اللازمة، ولكن خشية ضيق الوقت أرسل هنا نسخة التعليمات التي أرسلتها إلى المديرية التي نشأت حديثاً في مدينة فرياس Frias من أعمال سانتياغو دل أستيرو، وعيّن الرفيق نسيب مطر مديراً لها والرفيق أنطون شاري ناموساً وهي كما يلي:
1 ـ تظهر مديريتكم في هذه الظروف باسم «لجنة تأييد النهضة السورية القومية في خوخوي» Comité Pro Resurgimiento Nacional Sirio-Jujuy
2 ـ يترأس اللجنة المذكورة في البند السابق المدير، أو من ترى المديرية أنه الأنسب.
3 ـ ترسلون كتاب انضمام إلى اللجنة المركزية في بوينس آيرس على العنوان الموجود في المنشور.
4 ـ تبثون الدعوة في سانتياغو دل أستيرو للغرض المعلن عنه في المنشور، وتتهيأون لجمع التبرعات لترسل إلى أعضاء اللجنة المختارة لتتسلم الأموال في الوطن.
أكتفي بهذا المقدار، وأرجو أن تكون معنوياتكم في صعود، وأن تتوفقوا في مساعيكم. وأريد بهذه المناسبة أن أوصل إلى السيدة قرينتك شعوري العميق بالارتياح والإيناس الذي وجدته بعنايتها بي وفي حسن استقبالها لي، وإلى جميع أبنائك شكري لرعايتهم ومودتهم.
واقبل سلامي القومي وبلّغه إليهم ولتحيى سورية .

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.