21/10/1945
إلى الرفيق الهمّام نعمان ضو
كوساته ـــ سان خوان
رفيقي العزيز،
إنّ طريقة تمهيد تفاهمنا على المشروع التجاري لم تكن مباشرة منذ البدء ولذلك لم تساعد على السرعة. ففي اجتماعنا في توكومان جرى حديث عاطفي وعمومي لم يعيّن ولم يحدد المسائل التي يجب درسها، ولم أقف على المعلومات اللازمة التي تقرّبني من فهم تجارة الفاكهة وما حولها لأكوّن رأياً واضحاً في المسائل المذكورة. ثم صار الحديث متصلاً مع السيد نسيب مطر أكثر وهو أقرب إلى إدراك الموضوع وتفاصيله مني لأنه خبر شيئاً من هذه التجارة أو اتّصل بغرفتها وهو يتاجر بالخمور. وعقب ذلك سفره هو ثم عودته وعدم تقديم شيء من المعلومات الصحيحة التي طلبتها في كتابي إليه قبل سفره. وكان أنك كتبت إليّ قبل قدومه إليّ المرّة الأخيرة تخبرني بحصول التفاهم والاتفاق على العمل فيما بينكما. وهو لم يصرح إليّ بشيء من ذلك. كل ذلك أبقى الأمور غامضة عليّ فلم أتمكن من الجزم بشيء سريعاً.
كما كنت أخبرتك قد كتبت إلى أخي في البرازيل في صدد الإتجار بالفاكهة مع البرازيل وأني أنتظر الجواب. وسأكتب قريباً كتاباً آخر إلى أحد الرفقاء هناك في هذا الصدد. وإني قليل الثقة ببريد البرازيل. فقديماً لم تصل رسائل كثيرة مني إلى أخي في سان باولو، وفي زمن المراقبة لم يصل كتاب واحد مني إليه، وأرجّح أنّ السبب هو المترجم السوري الذي يترجّح أنه كان من أذناب الفرنسيين ومن أعداء النهضة القومية. أما السيد [جبرائيل] يافث فقد بلغني أنه يترجّح أن يأتي إلى الأرجنتين في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، فإذا جاء نرى ما يكون من أمره والأرجح أنه يريد أن نعرض عليه أسعاراً للفاكهة المجففة.
لم أهتم بأمر مستودع في بوينس آيرس لعدة أسباب: أولها عدم جزمي بالعمل في هذا الموسم المقبل، وعدم وجود المعلومات الكافية لديّ منها عدم رؤيتي من يمكن الاعتماد عليه للسعي في أمور هذه التجارة. ففي هذا الموسم تبقى الأمور على مجراها السابق ونهتم[.....]1.